Site icon تلفزيون الفجر

اعتداءات الاحتلال المتزايدة تهدد بقاء واستقرار سكان قرية جلبون

تشهد قرى الضفة الغربية، ومنها قرية جلبون، تصاعدًا مستمرًا في الاعتداءات والانتهاكات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون. وتتنوع هذه الانتهاكات بين إخطارات وقف البناء والهدم، ومنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، إلى جانب تحويل بعض المنازل إلى مواقع عسكرية مؤقتة، مما يزيد من معاناة السكان ويهدد استقرارهم وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يجد أهالي جلبون أنفسهم مضطرين للتكاتف والتعاون لمواجهة هذه السياسات ومحاولة الصمود على أراضيهم، التي تشكل مصدر أمانهم واستقرارهم.

، أوضح إبراهيم إبراهيم، رئيس مجلس قروي جلبون، خلال حديثه لتلفزيون الفجر  أن الاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون باتت تتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مما يزيد من معاناة أهالي القرية ويهدد استقرارهم. 

وأشار إبراهيم إلى أن جيش الاحتلال اقتحم القرية يوم الأربعاء الماضي وقام بتوزيع إخطارات لوقف البناء والهدم على العديد من المنازل، مما أثار الخوف والقلق بين الأهالي.

وأضاف أن ما يميز هذه الإجراءات هذه المرة هو انتشارها في كافة أنحاء القرية، حيث لم تقتصر على المناطق القريبة من الجدار، بل امتدت إلى المناطق الداخلية، بما في ذلك مناطق تبعد حوالي 500 إلى 600 متر عن الجدار. وبيّن أن هذه الإخطارات تؤدي إلى منع الأهالي من استكمال بناء منازلهم، خاصةً الشباب المقبلين على الزواج، مما يزيد من الأزمة السكنية ويصعّب على الشباب تكوين أسرهم داخل القرية.

وذكر إبراهيم أن عدد الإخطارات التي تم تسليمها بلغ 11 إخطارًا، وأن عدد المنازل المهددة وصل إلى 16 منزلاً، معظمها مأهولة بالسكان منذ أكثر من 15 إلى 20 عامًا. وأضاف أن هذه المنازل تحتوي على أسر بأطفال ونساء، ومعظمها لا يمتلك بديلاً آخر سوى هذه القطع من الأرض، مما يفاقم أزمة الأهالي ويزيد من صعوبة الحياة.

وبين  إبراهيم إلى أن المجلس القروي يقوم بالتنسيق مع الجهات المختصة كالإرتباط المدني والعسكري، والمحافظة، والصليب الأحمر، وهيئة الجدار، وذلك لمتابعة القضية قانونيًا ورفع الدعاوى ضد الاحتلال. ورغم علمهم بأن هذه الجهود قد تكون غير مجدية إلا أنهم يواصلون متابعة الإجراءات بلا يأس، بالتعاون مع مؤسساتهم التي تبذل كل جهدها لحماية الأهالي. وأكد إبراهيم أن الاحتلال يسعى من خلال هذه السياسات إلى ترهيب السكان، وإجبارهم على مغادرة أراضيهم في إطار واضح يهدف إلى السيطرة والتهجير.

وتطرق إبراهيم في حديثه إلى التحديات التي تواجه الأهالي في تأمين المساكن، مشيرًا إلى أن أحد المواطنين تم هدم منزله في عامي 2022 و2023، وحاول المجلس بالتعاون مع الأهالي توفير قطعة أرض بديلة، إلا أن هذا المواطن رفضها ووجد قطعة أخرى لأحد أقاربه، في خطوة تؤكد التكاتف والتعاون بين أبناء القرية في مواجهة هذه التحديات. وبيّن إبراهيم أن الأهالي يتعاونون فيما بينهم لإعادة بناء المنازل المهدومة، مما يوفر الإحساس بالأمان للمواطنين، خاصةً للأطفال والنساء.

وأشار إلى أن الاعتداءات طالت الأراضي الزراعية أيضًا، موضحًا أن القرية حُرمت العام الماضي من جني محصول الزيتون بسبب قيود الاحتلال. هذا العام، ورغم السماح للقرى المحيطة بقطف الزيتون خارج الجدار، فإن قرية جلبون لم تحصل على هذا التنسيق، مما يزيد من معاناة الأهالي الذين لا يستطيعون الوصول إلى أراضيهم، حيث يتعرض من يقترب من الجدار إلى إطلاق النار.

وأكد إبراهيم أن المجلس القروي مستمر في التواصل مع الجهات المعنية لمتابعة هذه القضية، مع الإشارة إلى اتخاذ البيوت أحيانًا كقواعد عسكرية لفترات تصل إلى أسبوع أو عشرة أيام، مما يجبر الأهالي على مغادرة منازلهم تحت حجة توفير الأمان للمستوطنين.

Exit mobile version