تلفزيون الفجر -مرام كنعان | يشهد الوضع الصحي في قطاع غزة أزمة خانقة نتيجة التصعيد العسكري المستمر والحصار المفروض على المنطقة. تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يؤدي إلى ضغط كبير على الكوادر الطبية التي تواجه أعدادًا متزايدة من المرضى والمصابين تتجاوز حالات الطوارئ قدرة الاستيعاب، حيث يتعين على الأطباء التعامل مع ظروف قاسية وموارد محدودة وفي ظل هذه الظروف، يعيش الأهالي معاناة مضاعفة، حيث تزداد المخاوف من عدم قدرة النظام الصحي على مواجهة التحديات المتزايدة، مما يستدعي ضرورة دعم دولي عاجل لتخفيف هذه الأزمة الإنسانية.
أكد دكتور أحمد الفرا مدير أقسام الأطفال في مستشفى ناصر في خان يونس خلال حديثه لتلفزيون الفجر أن الوضع في شمال غزة، وتحديدًا في منطقة جباليا، يعد كارثيًا مشيراً أن هناك ما يقارب 300 شهيد في الشوارع، وأن العديد من الأسر عاجزة عن دفن جثامين ذويهم بسبب الحصار المفروض إضافه إلى أن هناك حالات من العجز التام عن وضع الجثامين في قبور، حيث مضى على وجودها ثلاثة أيام دون دفن.
وبيّن الفرا أن الاستهداف المتواصل للقطاع الصحي والمستشفيات أدى إلى نقص حاد في الوقود والمستلزمات الطبية، مما أثر بشكل مباشر على قدرة المستشفيات على تقديم الرعاية الصحيةوأن الوضع في مستشفيات الجنوب ليس أفضل، حيث تتعطل عمليات تقديم الخدمات الصحية بسبب نقص حاد في الأدوية والمعدات الأساسية.
وأوضح الفرا أن مستشفى ناصر يعاني من ضغط كبير، حيث يستقبل حاليًا حوالي 140 مريضًا في قسم الأطفال، بينما سعتهم الاستيعابية لا تتجاوز 40 سريرًا وهذا يعني أن الأطباء والطاقم الطبي يضطرون إلى استخدام سرير واحد لثلاثة أطفال، في حالات أخرى يتم فرش فرشة بين سرير وآخر.
وشدد على أن هناك نقصًا شديدًا في الأدوية الأساسية، بما في ذلك حليب الأطفال الرضع والمضادات الحيوية. كما أشار إلى أن العديد من الأنواع الخاصة من الحليب، مثل الحليب المخصص للأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه الحليب البقري أو عدم تحمل سكر اللاكتوز، غير متوفرة في السوق.
وفي سياق الحديث عن الحملة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال، دعا الفرا جميع أهل غزة إلى المشاركة في هذه الحملة، مؤكدًا على أهمية اللقاح في حماية الأطفال. وشدد على أن التطعيم آمن ويجب الإقبال عليه بشكل كبير كما حصل في الجولة الأولى.
ونوه أن الاستجابة للوضع الحالي تتطلب دعمًا دوليًا عاجلًا، حيث تبقى المستشفيات بحاجة إلى المساعدات الطبية اللازمة لتلبية احتياجات المواطنين
وبيّن أن منظمة الصحة العالمية تعمل على تجهيز خيام خلف المستشفى لتقديم خدمات طبية إضافية، ولكن الحاجة تظل قائمة لتوفير المزيد من الموارد.