أزمات طواقم الهلال الأحمر في جنين: الاستجابة الإنسانية تحت النيران
تلفزيون الفجر – مرام كنعان | تواجه طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني تحديات جسيمة أثناء تأدية مهامها الإنسانية في المناطق التي تشهد توترات أمنية واقتحامات عسكرية، لا سيما في مدينة جنين التي تتعرض لاستهداف مستمر من قبل قوات الاحتلال ومع تصاعد وتيرة الاقتحامات والعنف، باتت فرق الإسعاف في مواجهة مخاطر تهدد حياتهم وتعيق تقديمهم للخدمات الطبية للمصابين والمرضى وتأتي هذه التحديات في ظل تضييق الخناق على الطواقم ومحاصرة المستشفيات، ما يزيد من الأعباء الملقاة على عاتقهم ويحول دون تمكنهم من أداء واجباتهم بأمان وفاعلية.
يقول السيد محمود السعدي مدير إسعاف الهلال الأحمر في جنين،خلال حديثه لتلفزيون الفجر أن وتيرة الاستهداف لطواقم الهلال الأحمر زادت بشكل كبير خلال العام الماضي، حيث أصبحت الهجمات أكثر شراسة، واستخدام الطائرات والمسيرات والقصف المكثف يعرض الفرق لخطر كبير أثناء عملها في الميدان.
وذكر السعدي أن الاستهداف بات مباشرًا؛ حيث تعرضت بعض الطواقم لإطلاق نار من قوات الاحتلال وتعرض أفرادها للتنكيل والإهانات اللفظية والضرب، وحتى التهديد بالسلاح، مثل توجيه الأسلحة مباشرة نحوهم. وبيّن أن في إحدى العمليات، تم استخدام فرق الإسعاف كدروع بشرية، حيث أُجبروا على السير أمام المركبات العسكرية في منطقة الصباط بالبلدة القديمة في جنين، مما عرّضهم لمخاطر كبيرة.
وأوضح السعدي أن الطواقم تتخذ كل الاحتياطات اللازمة، مثل ارتداء الخوذات والسترات الواقية، وتجنب الدخول لمناطق الاشتباك إلا بعد تنسيق مسبق مع الصليب الأحمر، لضمان سلامة الأفراد والمعدات ومع ذلك، هناك بعض الإصابات لطواقم الإسعاف وبعض الأضرار لمركباتهم.
وأضاف السعدي أن طواقم الإسعاف تواجه عقبات متعلقة بالبنية التحتية المدمرة نتيجة الاقتحامات المستمرة، حيث تترك آثار الحفر والتدمير الطرق غير صالحة حتى للسير على الأقدام، مما يعيق وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين في الوقت المناسب، وخاصة في المناطق التي تحتاج إلى استجابة سريعة.
وأشار السعدي إلى أن عمليات الاقتحام تفرض تحديات أخرى، مثل محاصرة المستشفيات والتفتيش الدقيق الذي تقوم به قوات الاحتلال عند المداخل، مما يؤخر عملية نقل المصابين للعلاج. وأوضح أن قوات الاحتلال تقوم بعمليات تفتيش قاسية وإجراءات تعسفية ضد طواقم الهلال الأحمر وسيارات الإسعاف، حيث يتم إيقافهم لفترات طويلة وتفتيش سياراتهم بشكل صارم.
وبيّن السعدي أن الاحتلال يمنع في بعض الأحيان المدنيين من الوصول إلى المستشفيات بأنفسهم، مما يزيد الضغط على طواقم الهلال الأحمر لنقل المرضى حتى في الحالات غير الطارئة، مثل حالات غسيل الكلى التي تتطلب الوصول المنتظم للمستشفيات وأشار إلى أن هناك حالات ولادة ومرضى بحالات حرجة لا تحتمل التأخير، لكن الاحتلال يتسبب في عرقلة الوصول السريع لهم عبر نقاط التفتيش.