مرام كنعان – تلفزيون الفجر | يشهد شمال قطاع غزة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، حيث تتواصل العمليات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من أسبوعين، مخلفةً مئات الشهداء وآلاف الجرحى. وتتعرض المناطق السكنية والمنشآت الحيوية للقصف المستمر، في ظل حصار خانق يمنع دخول المساعدات الإنسانية ويزيد من معاناة السكان الذين يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والمياه. وفي ظل هذه الظروف القاسية، تشهد المستشفيات في شمال القطاع انهياراً شبه كامل، مع عدم قدرة الكوادر الطبية على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين.
يقول الصحفي حسام شبات خلال حديثه لتلفزيون الفجر إن العملية العسكرية الإسرائيلية على شمال قطاع غزة دخلت يومها السادس عشر، مؤكداً أن جيش الاحتلال يواصل قصفه العنيف على عدة مناطق.
وأشار إلى أن صباح اليوم شهد غارات متتالية على منطقة الفالوجة ومحيط دوار أبو شرار، بالإضافة إلى محيط مستشفى اليمن السعيد، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، منهم ما يزيد عن 70 شهيداً وعشرات الإصابات جراء المجزرة التي ارتكبت في مشروع بيت لاهيا.
وأضاف شبات أن الوضع الإنساني في شمال القطاع يتدهور بسرعة، حيث إن المستشفيات تعاني من نقص حاد في المعدات الطبية والوقود. وأوضح أن مستشفى كمال عدوان هو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في شمال غزة، ولكنه يواجه ضغوطاً هائلة نتيجة الأعداد الكبيرة من المصابين الذين يتوافدون إليه وأن مستشفى الاندونيسي ومستشفى العودة يتعرضان للحصار المستمر من قبل قوات الاحتلال، مع منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى هذه المستشفيات أو إلى المناطق التي تشهد قصفاً.
وأشار شبات إلى أن جيش الاحتلال استهدف عدة مراكز للإيواء، محاصراً الأهالي النازحين الذين لجأوا إلى مشروع بيت لاهيا بعد نزوحهم من مناطق مثل بيت حانون ومعسكر جباليا. وذكر أن الجيش قام بمحاصرة هؤلاء النازحين وقصف المنازل التي كانوا يأوون إليها، ما أدى إلى استشهاد العشرات. وأضاف أن هناك عائلات لا تزال محاصرة وتناشد المؤسسات الدولية للتدخل الفوري لإنقاذ المصابين، الذين ينزفون في ظل غياب كامل للمساعدات الإنسانية.
وأوضح شبات أن جيش الاحتلال لم يكتفِ بالقصف والحصار، بل قام أيضاً بعمليات مداهمة لمراكز الإيواء، حيث تم احتجاز الرجال والنساء وضربهم بشكل مبرح. وأشار إلى أن الجيش اعتقل عدداً كبيراً من الشبان والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 16 عاماً، ولا تزال المعلومات حولهم غير واضحة، إذ لم يتم الإفراج عنهم حتى اللحظة.
وفيما يخص الأوضاع المعيشية، أكد شبات أن أهالي شمال غزة يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه، نتيجة منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية منذ بداية العملية العسكرية. وبيّن أن الأسواق في شمال غزة كانت قد فرغت من السلع الأساسية قبل بدء العملية، ما جعل الوضع أكثر صعوبة. وأوضح أن الاحتلال يستهدف عمداً محطات التحلية وشبكات المياه، مما جعل الأهالي دون أي مصدر للمياه الصالحة للشرب.
وبين شبات إلى أن الأوضاع في المستشفيات حرجة للغاية، حيث أن القطاع الصحي على وشك الانهيار الكامل بسبب نقص الوقود والمعدات الطبية. وأوضح أن الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان بالكاد قادرة على التعامل مع الأعداد الكبيرة من المصابين، وتضطر إلى اختيار الحالات الأكثر خطورة للعلاج بسبب النقص الحاد في الموارد.
وحذر شبات من أن الوضع في شمال قطاع غزة يزداد سوءاً كل يوم، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنهاء الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية، مشدداً على أن الأهالي في شمال غزة محاصرون ويعانون من إبادة جماعية، بينما تستمر العمليات العسكرية دون أي تدخل دولي حقيقي.