فيلم شواهد الأرقام: رسالة إنسانية تفضح انتهاكات الاحتلال بحق الشهداء الفلسطينيين المحتجزة جثامينهم
هنا خلايفة – تلفزيون الفجر | في أروقة مقابر مظلمة وباردة، يحتجز الاحتلال الإسرائيلي جثامين الشهداء الفلسطينيين ضمن سياسة تهدف إلى معاقبة أهاليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية؛ حق الدفن وتكريم الأحبة.
ومن قلب هذه المأساة، يأتي الفيلم الوثائقي شواهد الأرقام ليحمل رسالة قوية، تكشف عن جانب من معاناة العائلات الفلسطينية التي تقف عاجزة عن توديع أحبائها ودفنهم بكرامة، أخرجت الفيلم نجلاء زيتون، وشاركت به في مهرجانات عالمية، لتسلط الضوء على قضية يحتجزها الاحتلال بعيداً عن أعين العالم.
تحدثت نجلاء زيتون، مخرجة فيلم شواهد الأرقام، عن دافعها وراء هذا العمل، مشيرةً إلى أن فكرة الفيلم كانت تراودها لأكثر من عام.
تستذكر نجلاء أن المأساة اليومية التي يعيشها أهالي الشهداء المحتجزين في مقابر الأرقام لم تحظَ بما يكفي من الاهتمام الإعلامي، رغم قسوة التفاصيل الإنسانية التي تصاحبها، وتبين أن الفيلم هو جزء من واجب الوفاء نحو هذه العائلات، ويمثل صوتاً لأولئك الذين ما زالوا يطالبون باسترداد جثامين أبنائهم وأحبائهم المحتجزة في ظروف قاسية.
أوضحت نجلاء أن البحث لإنتاج الفيلم لم يكن سهلاً، حيث جمعت شهادات مؤلمة من أهالي الشهداء الذين عاشوا سنوات من الحزن والقهر على فراق أحبائهم دون وداع لائق. وكشفت أن بعض الأمهات والشقيقات لا يزلن يحتفظن بآمال واهية أن يعود جثمان فقيدهن يوماً ما ليدفن في تراب الوطن، مما يعمق الألم الذي يعيشونه يومياً.
يشير الفيلم إلى مقابر الأرقام التي يحتجز فيها الاحتلال الإسرائيلي جثامين الشهداء الفلسطينيين منذ عقود، حيث تُحفظ الجثامين بأرقام فقط دون أسماء، مما يزيد من جراح العائلات التي لم تحصل على أي تأكيد رسمي حول مصير أبنائها.
وتعبر عن مشاعر الأهالي الذين يشعرون وكأنهم يفتحون جروحاً قديمة مع كل ذكرى، لتبقى هذه المعاناة شاهدةً على سياسات الاحتلال الممنهجة ضد الفلسطينيين حتى بعد وفاتهم.
عرض عالمي في بلجيكا:
عُرض شواهد الأرقام في بروكسل ضمن ملتقى نظمته جمعية ADS ونادي الطلبة المغتربين الفلسطينيين والسوريين، ليصل الفيلم إلى جمهور واسع يضم ناشطين حقوقيين وأفراداً من الجاليات الفلسطينية والعربية، وأيضاً مؤسسات حقوقية تتابع قضايا الأسرة والشهداء.
وكانت رسالته المؤثرة حاضرة بقوة، مما أتاح للعديد من الحاضرين التعرف على واحدة من أبشع صور انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
أمل ورؤية المستقبل:
تطمح نجلاء زيتون أن يصل فيلمها إلى نطاق أوسع، ليعرض في الدول العربية والدولية، وليكون دافعاً لمزيد من الاهتمام الدولي بقضية احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين.
وتأمل بأن يساهم هذا العمل في تحقيق عدالة رمزية لعائلات الشهداء، وينبه العالم إلى ضرورة اتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه سياسات الاحتلال غير الإنسانية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.