تدهور الأوضاع الصحية في قطاع غزة: نقص الأدوية واستهداف المستشفيات يفاقمان الأزمة
مرام كنعان – تلفزيون الفجر | يعاني القطاع الصحي في غزة من تدهور خطير نتيجة للحصار المستمر والاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وتفاقمت الأزمة الصحية بشكل خاص في شمال القطاع حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى تعرضها للقصف والاستهداف المتعمد وفي ظل هذه الظروف الكارثية، أصبحت المستشفيات عاجزة عن تلبية الاحتياجات الطبية المتزايدة، وسط دعوات متكررة من قبل المسؤولين لضرورة التدخل الدولي العاجل لإنقاذ الوضع الصحي في القطاع.
يقول الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة، خلال حديثه لتلفزيون الفجر، أن المستشفيات في قطاع غزة تعيش وضعاً كارثياً بسبب النقص الشديد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مشيراً إلى أن المستشفيات في شمال القطاع تحديداً تعاني من وضع مروع.
وأوضح الهمص أن المستشفيات أصبحت مكتظة بالمرضى والجرحى نتيجة الاستهداف اليومي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أن مستشفى ناصر ومستشفى غزة الأوروبي يعانيان من تجاوز سعتهما الاستيعابية، إذ زاد عدد المرضى في مستشفى غزة الأوروبي إلى 250 مريضاً في حين أن قدرته الأصلية تستوعب 150 سريراً فقط ، وفي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، الذي خرج عن الخدمة منذ بداية الحرب، يزيد عدد المرضى عن 350 مريضاً، ما يزيد العبء على الطواقم الطبية في ظل نقص الموارد.
وأشار الهمص إلى أن مستشفيات شمال قطاع غزة تتعرض لضربات مباشرة من الاحتلال الإسرائيلي، حيث استهدفت المستشفيات بشكل ممنهج بهدف إفراغ المنطقة من سكانها مؤكداً أن مستشفى كمال عدوان تعرض للاقتحام والتدمير من قبل قوات الاحتلال، ما أسفر عن اعتقال عدد من أفراد الكادر الطبي وتدمير الأقسام الطبية بما فيها غرف العناية المركزة وشبكة الأكسجين.
وأكد الهمص أن الاحتلال تعمد استهداف الطواقم الطبية، حيث قام بقنص ثلاثة ممرضين وعامل نظافة، إضافة إلى تعذيب الطواقم وإهانتهم. وأضاف أن الاحتلال يمنع وصول المياه والطعام إلى المستشفى، كما قام بتدمير شبكة المياه والصرف الصحي، مما زاد من تفاقم الوضع الصحي في المنطقة.
وبين الهمص أن النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية يعيق تقديم الخدمات الطبية اللازمة، حيث أن المستشفى لا يملك حتى شاشاً طبياً لتضميد الجروح. وأكد أن 30 ألف حالة في القطاع بحاجة إلى علاج خارج غزة، في حين يمنع الاحتلال الإسرائيلي خروج المرضى للعلاج.
وتحدث الهمص عن المخاوف المتزايدة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تزيد الأمراض الشتوية مثل الإنفلونزا والالتهابات الرئوية في ظل الظروف الحالية.
وأعرب عن قلقه إزاء عدم القدرة على مواجهة هذه الأمراض بسبب نقص الإمكانيات وتدهور الأوضاع المعيشية للسكان النازحين الذين يعيشون في ظروف صعبة دون مأوى يحميهم من البرد.
واختتم الهمص حديثه بالإشارة إلى غياب الدعم الدولي الفعال، حيث أن المساعدات الطبية التي تصل إلى القطاع لا تكفي لتلبية الاحتياجات الهائلة، مشيراً إلى أن المنظمات الدولية لم تقدم سوى 3% من الاحتياجات الأساسية لغزة منذ شهر أكتوبر.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.