يعيش سكان شمال قطاع غزة في ظل ظروف إنسانية قاسية نتيجة التصعيد العسكري المستمر والاعتداءات المتكررة منذ بدء العمليات العسكرية، حيث شهدت المنطقة ارتفاعًا مقلقًا في عدد الشهداء والجرحى، مع نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الغذاء والمياه وتعرض السكان لضغوطات متزايدة.
يقول الصحفي محمود صباح، خلال حديثه لتلفزيون الفجر إن الوضع في شمال قطاع غزة صباح هذا اليوم مقلق للغاية، حيث تم استخدام منزل يعود لعائلة أبو نصر في منطقة مشروع بيت لاهيا كمكان لتجمع الشهداء.
وأشار إلى أن المصادر الأولية تفيد بأن أكثر من 40 شهيدًا قد سقطوا في تلك المنطقة ولكن بسبب الظروف الأمنية، فإنه من الصعب الحصول على المعلومات، حيث توقفت طواقم الدفاع المدني والإسعاف عن العمل منذ عدة أيام.
وأضاف صباح أن هذه الجرائم تُرتكب تحت غطاء إعلامي موجه، في ظل غياب كامل لمنظومة الدفاع المدني وأوضح أن المستشفى الوحيد المتبقي في شمال القطاع، وهو مستشفى كمال عدوان، يعاني من تدمير جزئي ويعمل بأقل الإمكانيات حيث أن معظم مناطق المستشفى قد دمرت، بما في ذلك سيارات الإسعاف.
وتحدث صباح عن كيفية التعامل مع انتشال الجثث، موضحًا أن الأهالي يحاولون انتشال الشهداء والجرحى بأنفسهم فالشباب في الحي يتعاونون لإخراج ما يمكن إنقاذه، ولكن عملية الانتشال تواجه صعوبات كبيرة بسبب الاستهداف المستمر من قوات الاحتلال حيث يتم نقل الجثث إلى مستشفى كمال عدوان عبر مركبات شخصية، مما يزيد من عدد الشهداء الذين يفارقون الحياة قبل وصولهم إلى المستشفى بسبب نقص الخدمات الطبية.
وبين صباح أن الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة يتدهور بشكل كبير، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه وان الاحتلال يتعمد خلق مجاعة حقيقية، حيث قام بقصف مخبز الشرفوح، المخبز الوحيد الذي كان يعمل في المنطقة، بالإضافة إلى تدمير مراكز توزيع المساعدات.
وأكد صباح أن الأوضاع المعيشية تتفاقم، حيث أصبح هناك تكدس كبير للسكان النازحين في المباني التي لم تعد قادرة على توفير المأوى المناسب وأن الاحتلال يستهدف محطات المياه، مما يزيد من حدة أزمة المياه.
ووصف صباح الوضع في شمال القطاع بأنه كارثي، حيث يُعتبر الموت العنوان الرئيسي، إما بسبب القصف أو المجاعة داعياً المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لرفع الحصار وفتح المعابر لتأمين المساعدات الإنسانية.