Site icon تلفزيون الفجر

مدرسة معارف المازون في غزة: نافذة أمل جديدة للطلاب النازحين

في خطوة تحمل رسالة أمل وتحدٍ، افتتحت مؤسسة وفاء المحسنين الخيرية مدرسة مخصصة للنازحين في قطاع غزة، وذلك بدعم من الصندوق الوقفي العماني وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. 

تهدف المدرسة التي أُطلق عليها اسم “مدرسة معارف المازون”، إلى توفير بيئة تعليمية آمنة لأكثر من 1500 طالب وطالبة، ممن حُرموا من حقهم الأساسي في التعليم نتيجة الأزمات المتواصلة في القطاع، يُعد هذا المشروع، الذي نُفذ في زمن قياسي وسط تحديات كبيرة، نموذجًا للإصرار على مواصلة التعليم رغم الظروف الصعبة.

قال كرام الفرا، مؤسس مؤسسة وفاء المحسنين الخيرية، في مقابلة خاصة لتلفزيون الفجر، إن فكرة المدرسة جاءت كحلٍ تعليمي لمشكلة آلاف الطلاب النازحين الذين وجدوا أنفسهم محرومين من مقاعد الدراسة منذ أكثر من عام، بسبب الدمار الذي خلفته الحرب المستمرة. 

وأوضح أن المؤسسة استجابت لهذا الواقع المؤلم بتأسيس مدرسة “معارف المازون” بهدف إتاحة التعليم مجددًا للطلاب الذين عانوا كثيرًا من انقطاعهم عن بيئتهم الدراسية التي تمثل بالنسبة لهم مكانًا للعلم والاستقرار النفسي.

وتابع الفرا إن إنجاز هذه المدرسة خلال شهر واحد فقط يعتبر إنجازًا حقيقيًا وسط الصعوبات التي يواجهها القطاع، فقد تم العمل على إعداد المدرسة وتجهيزها بما يضمن استقبال الطلاب ببيئة آمنة وملائمة، رغم ضعف الإمكانيات ونقص الموارد. 

وأضاف أنه تم التركيز بشكل خاص على توفير المساحات الخضراء للطلاب، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي بهدف تقديم الدعم النفسي لهم بعد ما تعرضوا له من صدمات خلال الحرب، حيث تساعدهم الأنشطة الترفيهية والرياضية على التخلص من الضغوطات النفسية واستعادة جزء من حياتهم الطبيعية التي حُرموا منها.

وأشار الفرا إلى أن تجهيز المدرسة شمل توفير خيام صفية، نظرًا للنقص الشديد في المباني التعليمية، وتم تصميمها بطريقة تراعي فصل الشتاء لضمان حماية الطلاب من الأمطار والأجواء الباردة، كما تم تجهيزها بمقاعد وأرضيات مناسبة، بالإضافة إلى ألواح شمسية لضمان استمرارية التعليم في ظل الظروف الصعبة.

وأضاف الفرا متحدثًا عن العقبات التي واجهت المشروع، أن توفير المستلزمات الدراسية للطلاب كان من بين أبرز التحديات، حيث يعاني الطلاب من نقص حاد في الحقائب المدرسية، والأقلام، والكتب بسبب الاستهداف المتكرر للمنشآت التعليمية.

 وبيّن الفرا انه على الرغم من كل هذه التحديات أصر الفريق على الاستمرار في المشروع، باستخدام موارد بديلة وابتكارات بسيطة لتوفير بيئة تعليمية تفي بالحد الأدنى من احتياجات الطلاب، مشددًا على أن الإرادة والتكاتف هما أساس النجاح في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

وأعرب الفرا عن سعادته البالغة خلال افتتاح المدرسة، مشيرًا إلى الفرح الواضح على وجوه الطلاب وأولياء الأمور، الذين استقبلوا هذه المبادرة بإقبال كبير، حيث شعروا بأن المدرسة أصبحت ملاذًا تعليميًا واجتماعيًا لأبنائهم. 

وأضاف أن رؤية الطلاب يعودون بحماس وشغف إلى مقاعد الدراسة يعكس نجاح المشروع، ويؤكد على مدى تعطش الطلاب للتعليم ورغبتهم في التغلب على آثار الحرب والنزوح.

وفي ختام حديثه، دعا الفرا جميع المؤسسات الإنسانية والمبادرات الداعمة المحلية والدولية للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في غزة، والمساهمة في إعادة حق الطلاب في التعليم، الذي يُعتبر من أبسط حقوق الطفل وفقًا للمواثيق الدولية. 

وأكد على أهمية استمرارية الدعم لضمان تحقيق بيئة تعليمية أفضل ومستدامة للأطفال النازحين، ممن يمثلون جيل المستقبل ويحملون آمال وطنهم.

Exit mobile version