مرام كنعان – تلفزيون الفجر | تترقب المنطقة العربية نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة، والتي قد تكون لها تداعيات كبيرة على مختلف القضايا والصراعات المستمرة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وفي ظل هذه الأجواء، تتزايد التوقعات حول كيفية تأثير تغير القيادة الأمريكية على سياسات إسرائيل في المنطقة، ومدى انعكاس ذلك على الاستقرار في غزة والضفة الغربيةوبينما يسود القلق والترقب، يسعى الفلسطينيون إلى تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المتصاعدة، في ظل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة لا تخفي طموحاتها التوسعية.
يقول المحلل والمختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور خلال حديثه لتلفزيون الفجر إن نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة قد تؤثر بشكل كبير على سياسات إسرائيل تجاه المنطقة، موضحًا أن نتنياهو يترقب تغيير الإدارة الأمريكية ويعول على عودة ترامب لتوسيع عمليات إسرائيل في غزة وربما الانتقال إلى إيران. كما أوضح أن كثيرًا من القرارات الحاسمة في المنطقة معلق على نتائج هذه الانتخابات.
وأضاف منصور أن الفلسطينيين بحاجة لتعزيز التوافق الوطني بين الفصائل، لا سيما بين فتح وحماس، لضمان مرونة أكبر في مواجهة التحديات الراهنة.
ويرى منصور أن الوحدة الداخلية ستقوي الموقف الفلسطيني وستعزز قدرة الشعب على الصمود أمام المخططات الإسرائيلية الرامية إلى التهجير والسيطرة على الأراضي الفلسطينية.
وأشار منصور إلى اجتماع فلسطيني مؤخرًا لتشكيل لجنة مشتركة، معتبرًا أنها قد تشكل نواة لاتفاق مستقبلي يسهم في توحيد الجبهة الفلسطينية. ويرى أن هذه اللجنة يمكن أن تكون أساسًا لتحركات وطنية مستقبلية لمواجهة الضغوط الإسرائيلية
وشدد منصور على أن المخاطر الوجودية تتزايد في غزة والضفة، حيث تقوم إسرائيل بسياسة تفريغ مناطق الشمال في غزة، وتوسيع المستوطنات في الضفة. وأوضح أن إسرائيل تسعى إلى فرض الأمر الواقع بضم مناطق استراتيجية من الضفة، كما تصعد من إجراءاتها ضد الفلسطينيين في هذه المناطق، مثل الفصل على الطرقات ومنع الفلسطينيين من المرور على الطرق الرئيسية التي يستخدمها المستوطنون.
وبين منصور إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، المدعومة من التيار اليميني المتطرف، تواصل تجاهل حقوق الفلسطينيين، إذ يخطط المسؤولون الإسرائيليون، مثل جلانت وسموتريتش وبن غفير، إلى تعزيز سياسات الضم وبناء المستوطنات. وأوضح أن إسرائيل لم تتحدث عن السلام، بل تعتبر الأراضي الفلسطينية “أرض إسرائيل الكبرى” وترى أن القوة هي الحل، مما يزيد من تعقيد القضية الفلسطينية.
وأكد منصور أنه بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأمريكية، فإن السياسة الأمريكية السابقة لم تقدم الكثير للفلسطينيين، إذ لم يكن هناك أي تقدم في قضايا مثل حل الدولتين. في حال فوز الجمهوريين وعودة ترامب، فقد تتزايد الضغوط على الفلسطينيين، خاصة مع احتمالية دعم الإدارة الأمريكية الجديدة لخطط الضم الإسرائيلية. أما في حال فوز الديمقراطيين، فربما يُتوقع استئناف المفاوضات، لكن ضمن شروط قد لا تتوافق مع الحقوق الفلسطينية.
واختتم منصور حديثه بالدعوة إلى تماسك داخلي قوي مدعوم بجهود إقليمية عربية، إذ يرى أن الوحدة الفلسطينية بدعم عربي ستساعد في بناء موقف سياسي صلب لمواجهة الاحتلال مؤكداً أن القضية الفلسطينية لا تزال محور الاستقرار في المنطقة، وأن التكاتف العربي والفلسطيني قد يشكل ضغطًا دوليًا لحل عادل للقضية.