أسرى تحت التعذيب: سجن الدامون شاهداً على وحشية الاحتلال بحق الأسيرات
مرام كنعان – تلفزيون الفجر | يعيش الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ظروفًا قاسية تتنوع بين التهديدات اليومية للاحتلال وأثرها على حياة المواطنين، وخصوصًا الأسرى والأسيرات الذين يتعرضون لانتهاكات مستمرة داخل السجون. هذه الانتهاكات ليست مجرد تجريد من الحرية، بل تشمل التعدي على حقوقهم الإنسانية والجسدية، وتطال مختلف جوانب حياتهم الشخصية. ومن بين هذه الانتهاكات، يبرز سجن الدامون كمثال حديث للمعاناة المستمرة للأسيرات الفلسطينيات، حيث فرضت إدارة السجن مؤخرًا إجراءات انتقامية ضدهن، لتزيد من قسوة ظروفهن داخل السجون.
يقول السيد عبدالله الزغاري، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، خلال حديثه لتلفزيون الفجر، إن ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى والأسيرات يعكس حالة من الحقد والانتقام.
وأضاف أن الاعتداءات على الأسرى والأسيرات تواصلت بشكل واسع العام الماضي، حيث استهدفت الاعتقالات التي طالت معظم فئات المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك النساء. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي مارس العديد من الانتهاكات ضد الأسيرات، والتي شملت إجراءات قمعية، مثل مصادرة الحجاب، فضلاً عن عمليات التفتيش المذلة والمهينة التي طالت كل أسيرة، مؤكداً أن هذه الإجراءات أثارت القلق بين الأهالي الذين أصبحوا في حالة من الترقب والانتظار لمعرفة وضع بناتهم الأسيرات داخل السجون.
وبيّن الزغاري أن الاحتلال لم يتوقف عن تجريد الأسيرات من حقوقهن الإنسانية الأساسية، حيث تم مصادرة أغراضهن الشخصية، بما في ذلك الملابس والحجاب، رغم أن هذا الحجاب يعد جزءاً مهماً من الهوية الدينية والاجتماعية للمرأة الفلسطينية.
وأوضح أن الأسيرات تمسكوا بحجابهن رغم محاولات الاحتلال نزع هذا الحق، وأنه على الرغم من الظروف الصعبة التي يعشنها في السجون، فإنهن أظهرن صموداً قوياً وأبقين على مقاومتهم.
وتابع الزغاري إن هناك حالة من التضامن بين الأسيرات داخل السجون، حيث يعاون بعضهن البعض في مواجهة ما يواجهنه من ضغوط واعتداءات.
وأكد الزغاري أن نادي الأسير الفلسطيني يتابع عن كثب أوضاع الأسيرات داخل السجون، حيث يتم القيام بزيارات مستمرة للاطمئنان على حالتهن، على الرغم من القيود التي يفرضها الاحتلال على الزيارات.
وأشار إلى أن الزيارة من قبل المحامين أصبحت هي الوسيلة الوحيدة للاتصال بين الأسيرات وذويهن، في ظل منع الاحتلال للزيارات العائلية.
وبيّن الزغاري أن الاحتلال، وبجانب الانتهاكات اليومية، يقوم بمحاولة ضغط مستمر على الأسيرات عبر ظروف الاعتقال القاسية، مثل الازدحام في الغرف والتعذيب النفسي والجسدي.
وأشار إلى أن بعض الأسيرات يخضعن لعزل انفرادي لفترات طويلة تصل إلى ثلاثة أشهر وأكثر، وهو ما يزيد من المعاناة ويشكل خطراً على صحتهن النفسية والجسدية.
وحول وضع الأسيرات المرضى، أكد أن هناك نقصاً في الأدوية والعلاجات الضرورية، وأن الاحتلال يعمد إلى تأخير تقديم العلاج للأسيرات حتى في الحالات التي تتطلب تدخلاً سريعاً.
وبين أن العديد من الأسيرات اللواتي يعانين من أمراض مزمنة لم يتلقين العناية الطبية المناسبة وأن بعض الأسيرات لم يتمكن من الحصول على علاج خاص بحالاتهن الصحية، مثل أخصائي نسائي على سبيل المثال.
وأشار أن نادي الأسير الفلسطيني يواصل جهوده للضغط على الاحتلال من أجل تحسين أوضاع الأسرى والأسيرات، مشدداً على ضرورة زيادة الضغط الدولي على الاحتلال من أجل توفير الحماية للأسرى ولوقف الانتهاكات التي يتعرضون لها داعياً إلى ضرورة استمرار العمل على إحياء قضية الأسرى في المحافل الدولية لتسليط الضوء على معاناتهم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.