مرام كنعان – تلفزيون الفجر| في ظل الظروف العصيبة والأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، يواجه الدفاع المدني تحديات غير مسبوقة تعرقل أداء مهامه الإنسانية الأساسية يعمل أفراد الدفاع المدني في ظروف استثنائية محفوفة بالمخاطر، ويعانون نقصًا حادًا في الإمكانيات والمعدات نتيجة الاستهداف المستمر وبرغم فقدان العديد من أفراد طواقمهم واستمرار تعرض مركباتهم ومعداتهم للهجمات، يواصلون السعي لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة للمدنيين.
أوضح العميد سمير الخطيب، مساعد مدير عام الدفاع المدني في غزة خلال حديثه لتلفزيون الفجر أن فرق الدفاع المدني تعمل في ظروف غير مسبوقة، حيث تعاني نقصًا حادًا في الإمكانيات والمعدات نتيجة الاستهداف المستمر.
وأشار إلى أن الجهاز فقد عددًا كبيرًا من أفراد طواقمه خلال هذه الحرب، إذ بلغ عدد الشهداء من أفراد الدفاع المدني نحو 86، فيما أُصيب أكثر من 300 آخرين.
وأضاف أن فقدان ثلث القوة العاملة يشكل تحديًا كبيرًا، إلى جانب الاستهداف المتواصل لمركبات وآليات الدفاع المدني، ما أدى إلى ضعف القدرة على الاستجابة السريعة للبلاغات الطارئة وإنقاذ الأرواح.
ومنذ بدء الحرب، تم تعليق بروتوكولات التنسيق بين الدفاع المدني واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو ما جعل عمل الطواقم محفوفًا بالمخاطر.
وأكد الخطيب أن فرق الدفاع المدني في شمال غزة ممنوعة من الوصول إلى المناطق المستهدفة منذ نحو 20 يومًا، مع منع كامل للوصول إلى المواقع المتضررة لإسعاف المصابين وانتشال الشهداء.
وأشار الى أن هذا المنع لا يهدد فقط حياة أفراد الدفاع المدني، بل يضاعف أيضًا أعداد الشهداء والمصابين بين المدنيين، حيث تظل جثامين الشهداء تحت الأنقاض، في ظل انعدام إمكانية الوصول إليهم.
وبين الخطيب ان في ظل النقص الحاد بالمعدات وعدم كفايتها، يلجأ الدفاع المدني إلى الاستعانة بالمتطوعين من أبناء الشعب الغزيّ، حيث يسهمون في عمليات الإنقاذ باستخدام معدات بسيطة ومتوفرة محليًا، إلا أن هذه الأدوات غير كافية للتعامل مع المباني المدمرة وتحت الأنقاض.
وأوضح أن المعدات الثقيلة الضرورية للتعامل مع الكوارث والتدمير الكبير الناتج عن القصف غير متوفرة، مما يجعل عمليات الإنقاذ بطيئة وصعبة للغاية، حيث تعجز فرق الدفاع المدني عن الوصول إلى المصابين والشهداء تحت الركام.
وأشار الخطيب إلى أن جهاز الدفاع المدني قد وجه نداءات عديدة للأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية لتوفير المعدات اللازمة لضمان وصولهم إلى الأماكن المستهدفة بسرعة وفاعلية، إلا أن هذه المناشدات لم تلقَ أي استجابة حتى الآن.
وأكد أن غياب المعدات المطلوبة يرفع من أعداد الضحايا بشكل كبير، حيث أن كل دقيقة تمر تشكل فرقًا في حياة المصابين. وأعرب عن أمله في أن يتدخل المجتمع الدولي لإدخال المعدات اللازمة لحماية أرواح المدنيين ودعم فرق الدفاع المدني.
وتحدث الخطيب عن الصعوبات النفسية التي تواجه أفراد الدفاع المدني نتيجة للمشاهد المؤلمة التي يتعرضون لها يوميًا، من مشاهد أجساد مقطعة وجرحى تحت الأنقاض. كما أشار إلى أن استخدام الاحتلال للأسلحة ذات القوة التدميرية العالية يعقّد عمليات الإنقاذ، حيث تتسبب هذه الأسلحة في أضرار كبيرة ووقوع إصابات شديدة بين المدنيين.