لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية: صراع البقاء أمام سياسة الهدم والتهجير



مرام كنعان – تلفزيون الفجر |في قلب الأغوار الشمالية، حيث تمتد الأراضي الخصبة والتلال الشاسعة، تعيش التجمعات البدوية الفلسطينية واقعًا مريرًا يهدد وجودها وهويتها هذه التجمعات التي استقرت منذ عقود في المنطقة، تواجه اليوم هجمة شرسة تهدف إلى اقتلاعها من جذورها، حيث تتعرض بيوتها ومنشآتها للهدم المستمر على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وخلف كل عملية هدم وتهجير، تُترك الأسر دون مأوى، وتفقد مصادر رزقها وأراضيها التي تعتمد عليها للعيش. 

وبالرغم من قلة الإمكانيات، تظل هذه التجمعات صامدة، متشبثة بأرضها وتقاليدها، في مواجهة سياسة ممنهجة للتوسع الاستيطاني تهدف إلى تحويل الأغوار إلى مناطق استيطانية معزولة عن امتدادها الفلسطيني.

أوضح السيد حسن مليحات، المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، خلال خلال حديثه لتلفزيون الفجر ، الوضع المأساوي الذي تعيشه التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية نتيجة الاعتداءات المستمرة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين. 

وأضاف مليحات أن هذه الهجمات تهدف إلى تهجير السكان وترحيلهم من تجمعاتهم البدوية، كما حصل مؤخرًا في تجمع “عم الجمال” وغيره من التجمعات في المنطقة، وذلك ضمن خطة ممنهجة لتهجير السكان والسيطرة على أراضيهم.

وأشار مليحات إلى أن عمليات الهدم والاستهداف تشمل أيضًا تجمعات مثل “حمامات المالح” وقرية “بردلة”، حيث يُعتبر استهداف هذه المناطق جزءًا من سياسة الاحتلال الرامية إلى توسيع المستوطنات وخلق تواصل استيطاني في شرق الضفة الغربية وبيّن أن الاحتلال يسعى لتفريغ هذه المناطق من السكان الفلسطينيين لتحويلها إلى مناطق استيطانية ذات أهمية اقتصادية واستراتيجية للاحتلال.

وأكد مليحات أن الاحتلال لا يعير اهتمامًا للكثافة السكانية المنخفضة في بعض المناطق، بل يسعى إلى السيطرة عليها لقيمتها الاستراتيجية والزراعية، مشيرًا إلى أن عام 2025 قد يكون عامًا أشد قسوة على هذه التجمعات، وفقًا لتصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية اليمينية.

وأضاف مليحات أن التجمعات البدوية التي تم تهجيرها اندمجت في تجمعات مشابهة لها من حيث نمط العيش، وذلك في محاولة لتوفير نوع من الحماية، غير أن المستوطنين يواصلون هجماتهم على هذه التجمعات ويكثفون اعتداءاتهم على الأفراد والممتلكات.

 وقال مليحات أن منظمة البيدر قد تواصلت مع المؤسسات الحكومية والمحافظين لزيادة الدعم وتعزيز صمود الأهالي، إلا أن هذا الدعم لا يرتقي إلى مستوى التهديدات التي يواجهها البدو.

وبيّن مليحات أن المجتمع الدولي لم يكن مؤثرًا في منع هذه الاعتداءات، حيث سقطت أقنعته، وتراجع دوره في حماية حقوق الفلسطينيين، مما يفرض على الفلسطينيين الاعتماد على صمودهم وإرادتهم في مواجهة هذه الممارسات

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة