لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

الجرب يغزو سجون الاحتلال ويفاقم معاناة الأسرى الفلسطينيين



كشف الخبير في شؤون الأسرى، الأستاذ حسن عبد ربه خلال حديثه لتلفزيون الفجر ، أن الأوضاع الصحية والمعيشية للأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي تشهد تدهوراً كبيراً بسبب الإهمال الطبي المتعمد، مشيراً إلى تفشي مرض الجرب بين الأسرى بشكل واسع. 

وأوضح أن صحيفة “هآرتس” العبرية كشفت في تحقيقها الأخير أن ربع الأسرى الفلسطينيين، أي ما يزيد عن 2500 أسير، أصيبوا بمرض الجرب في عدة سجون، منها سجون النقب، وريمون.

وبين أن إدارة السجون لا توفر الفحوصات الطبية الدورية للأسرى، رغم أنها ملزمة بذلك وفق اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة، التي تفرض على سلطات الاحتلال ضرورة توفير الرعاية الطبية والفحوصات المنتظمة للأسرى مشيراً إلى اكتظاظ الزنازين، حيث تتسع الغرف التي كانت مخصصة لستة أسرى إلى عشرة أو أكثر، بالإضافة إلى عدم توفير مستلزمات النظافة الشخصية والعامة، وغياب التهوية المناسبة، خلق بيئة خصبة لانتشار الأمراض الجلدية، وخاصة الجرب.

وتابع عبد ربه أن الأسرى المصابين يعانون من الحكة الشديدة، التقرحات، والبثور، ما يؤدي إلى تداعيات نفسية وجسدية خطيرة وأن المرض يترك آثاراً نفسية عميقة، مثل التوتر وقلة النوم، إذ يقضي الأسرى ساعات طويلة في محاولة التخفيف من الحكة دون توفر أي علاج. 

وأكد عبد ربه  أن إدارة السجون تتعمد إهمال علاج المصابين وتستخدم المرض كوسيلة تعذيب نفسي للأسرى، إذ تلجأ في بعض الأحيان إلى عزلهم في ظروف سيئة تحت ذريعة الحجر الصحي، دون تقديم العلاجات اللازمة أو اتخاذ تدابير للحد من انتشار المرض.

وأشار إلى أن أحد الأسرى الذين تم الإفراج عنهم مؤخراً ذكر أن إدارة السجن رفضت علاجه وواجهته بعبارات تحمل تحريضاً عنصرياً، مثل وصف الأسرى بأنهم “إرهابيون يستحقون الموت”. 

وبين عبد ربه أن هذا يعكس سياسة متعمدة من قبل سلطات الاحتلال لإهمال الأسرى طبياً، مما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم الجسدية والنفسية.

ولفت عبد ربه  إلى معاناة الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون، حيث يتعرضن لانتهاكات مستمرة، منها الإهمال الطبي، العزل الانفرادي، والحرمان من الحقوق الأساسية. وبيّن أن هناك 94 أسيرة داخل السجون الإسرائيلية، من بينهن جامعيات وأسرى إداريات، إضافة إلى أسيرات من القدس والأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة. 

وأكد أن الأسيرات يعانين من قيود مشددة، مثل الحرمان من الزيارات العائلية، تقليص ساعات الخروج من الزنازين، وسوء المعاملة أثناء عمليات التفتيش والمداهمات داخل الأقسام.

وأضاف عبد ربه أن بعض الأسيرات يتعرضن للعزل الانفرادي لفترات طويلة، مثل الأسيرة خالدة جرار التي قضت أكثر من 100 يوم في العزل، إضافة إلى الأسيرات نوال الفتيحة، سجد رغد، وهبة مصلح، اللواتي واجهن ظروفاً مشابهة. 

كما تتعمد إدارة السجون سحب العديد من المقتنيات الأساسية للأسيرات بحجة أنها غير ضرورية، رغم أنها تمثل حاجة يومية ملحة.

ودعا عبد ربه إلى تعزيز الحراك الشعبي والدولي لدعم الأسرى والأسيرات، خاصة مع اقتراب اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يصادف التاسع والعشرين من نوفمبر. 

وقال أن هناك سلسلة فعاليات ستنظم قريباً لتسليط الضوء على معاناة الأسرى، بمشاركة مؤسسات وطنية ودولية، مثل هيئة شؤون الأسرى، نادي الأسير، والمكتبة الوطنية وأن هذه الفعاليات تهدف إلى تكريم المبدعين من الحركة الأسيرة وتخليد ذكرى شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية.

وأكد عبد ربه في ختام حديثه أن متابعة قضية الأسرى هي مسؤولية وطنية وإنسانية، تتطلب تضافر الجهود على المستويات كافة لمناصرة الأسرى وتسليط الضوء على معاناتهم المتفاقمة داخل سجون الاحتلال.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة