في ظل ارتفاع حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي خلال فصل الشتاء، يتصدر الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) قائمة الفيروسات التي تُصيب الأطفال بشكل خاص.
تحدث الدكتور أكرم سعادة، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في لقاء مع تلفزيون الفجر عن خطورة هذا الفيروس وأهمية الوقاية منه، مؤكدًا على دور الأمهات في حماية أطفالهن من مضاعفاته.
أوضح سعادة أن الفيروسات تُشكّل ما نسبته 80-90% من التهابات الجهاز التنفسي التي تظهر بشكل كبير في هذا الموسم، وعلى الرغم من أن معظم الفيروسات بما فيها الإنفلونزا والكورونا، يمكن أن تتعافى تلقائيًا دون تدخل طبي كبير، إلا أن الفيروس التنفسي المخلوي يُعتبر خطيرًا على فئات معينة مثل الأطفال الخدج أو الذين يعانون من مشاكل مناعية أو أمراض مزمنة.
وبين سعادة أن الأعراض لدى الأطفال الأصحاء غالبًا ما تكون بسيطة وتشبه نزلات البرد، مثل السعال، والرشح، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة مضيفًا لكن بالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للخطر، مثل المولودين قبل الأوان أو الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، قد تتطور الأعراض إلى صعوبة في التنفس، صفير في الصدر، أو حتى تغيّر في لون الجلد إلى الأزرق، ما يستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا.
وأشار سعادة إلى أن الوقاية تُعتبر الحل الأفضل لتفادي مضاعفات الفيروس، خاصة وأن العلاج يقتصر على تقديم دعم طبي مثل الأكسجين أو السوائل.
وأكد على أهمية تلقي الأطفال الخدج اللقاح الخاص بهذا الفيروس، الذي يتوفر في مستشفيات الحكومة، مشددًا على ضرورة متابعة الأمهات مع الأطباء للحصول على هذا التطعيم.
وتحدث عن أهمية الابتعاد عن التجمّعات الكبيرة التي قد تزيد من احتمالية العدوى، وضرورة الالتزام بالنظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بانتظام وارتداء الكمامات عند التعامل مع الأطفال حديثي الولادة.
وتابع أن التدخين داخل المنازل يُعد من أبرز العوامل التي تُضعف الجهاز التنفسي للأطفال، داعيًا الآباء إلى التوقف عن التدخين تمامًا في بيئة الطفل، خاصة في حالة وجود أطفال يعانون من مشاكل صحية مزمنة.
وشدد الدكتور أكرم على ضرورة عدم التهاون مع أي تغييرات صحية تطرأ على الأطفال خلال موسم الشتاء.
وأوضح أن الكشف المبكر عن الأعراض ومراجعة الطبيب فورًا يُمكن أن يُساهم في إنقاذ حياة الطفل، مؤكدًا أن الوقاية السليمة والوعي الصحي هما المفتاح لحماية الأطفال من هذا الفيروس ومضاعفاته الخطيرة.