لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

انقسام الصف الفلسطيني يهدد مواجهة الاحتلال ويُضعف الموقف التفاوضي



في ظل التطورات المتسارعة على الساحة الفلسطينية والإقليمية، تواجه القضية الفلسطينية تحديات غير مسبوقة نتيجة الانقسام الداخلي الذي يُضعف الموقف الوطني ويمنح الاحتلال الإسرائيلي فرصة لتنفيذ أجنداته الاستيطانية والتهجيرية ومع استمرار التصعيد في قطاع غزة والضفة الغربية، يبرز السؤال حول قدرة الفلسطينيين على توحيد صفوفهم لمواجهة هذه المخاطر الوجودية والدفاع عن حقوقهم الوطنية.

تقول المحللة السياسية نور عودة خلال حديثها لتلفزيون الفجر إن وصول وفد من حركة حماس إلى القاهرة لمتابعة ملف الصفقة يأتي في ظل واقع فلسطيني يعاني من انقسام داخلي يضعف قدرة الفلسطينيين على التفاوض بفعالية وأن استمرار هذا الانقسام يجعل الفلسطينيين خارج دائرة الحسم، مما يُبقي الاحتلال الإسرائيلي ماضياً في سياساته دون أي مواجهة حقيقية من طرف موحد. 

وأضافت أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار قد يُبرم دون تحقيق أهداف سياسية واضحة، ما يعني استمرار الوضع القائم بأثمان باهظة على الشعب الفلسطيني.

وأوضحت عودة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، بقيادة شخصيات متطرفة مثل سموتريتش وبن غفير، تعمل وفق أجندة واضحة تشمل ضم الضفة الغربية وإعادة الاستيطان في قطاع غزة، مع تصعيد سياسات التهجير. وبينت أن هذه السياسات لا تقتصر على القصف والتدمير في قطاع غزة، بل تمتد إلى تهجير صامت لتجمعات فلسطينية كاملة في الضفة الغربية، مما يعمق الخطر الوجودي على الشعب الفلسطيني.

وأشارت عودة إلى أن عودة دونالد ترامب إلى الحكم قد تُسرّع تنفيذ هذه الأجندة، خاصة أن إدارته والجمهوريين بشكل عام يميلون لدعم الرواية الصهيونية المتطرفة.

مؤكدة أن الاحتلال يرى في الوضع الدولي الحالي فرصة ذهبية لتحقيق أهدافه، ما لم ينجح الفلسطينيون في تقديم رؤية سياسية موحدة والعمل بشكل جاد مع الأطراف الإقليمية، مثل مصر، التي اتخذت موقفاً واضحاً بمنع فتح الحدود لغايات التهجير منذ بداية الحرب.

وأضافت عودة أن قطاع غزة يرزح تحت حصار وتجويع ممنهج يهدف إلى إفراغه من سكانه، مشيرة إلى أن تصريحات بن غفير وسموتريتش تعبّر عن الفكر السائد داخل الحكومة الإسرائيلية الحالية وأن الاحتلال ينفذ مخططاته من خلال القتل الجماعي والتدمير المنهجي، كما يحدث في شمال قطاع غزة، حيث تم تفريغ مناطق كاملة من السكان لتحقيق أهداف عسكرية واستيطانية.

وترى عودة أن أي وقف لإطلاق النار قد يكون مؤقتاً وتكتيكياً، إذ لا تسعى إسرائيل إلى إنهاء الحرب بل إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية طويلة الأمد وأن صيغة أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن تُدرس بعناية لتجنب تقديم تنازلات كبيرة، محذرة من استغلال الاحتلال لحالة الانقسام الفلسطيني لصالحه.

وأكدت عودة أن القضية الفلسطينية تواجه خطرًا وجوديًا، لا يمكن التصدي له إلا بوحدة وطنية شاملة ورؤية سياسية موحدة مشيرةإلى أن استمرار الانقسام يُفقد الفلسطينيين القدرة على مواجهة التحديات، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة