Site icon تلفزيون الفجر

شمال غزة تحت نيران القصف والمجاعة: مأساة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم

تعيش مناطق شمال قطاع غزة حالة من الدمار المستمر نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف الذي استهدف المنازل والمرافق الحيوية في ظل انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، يعاني السكان من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، ما يجعل الحياة هناك أقرب إلى المستحيل. المجاعة، الدمار، وانعدام الخدمات الطبية يتسببون في معاناة يومية للمدنيين الذين يتعرضون للخطر بشكل مستمر، بينما تستمر الأوضاع الإنسانية في التدهور مع مرور الوقت.

يقول الصحفي محمد قريقع من غزة،خلال حديثه لتلفزيون الفجر ، إن الوضع في شمال قطاع غزة في صباح اليوم هو في غاية الصعوبة، حيث تعرضت المناطق الشمالية مثل بيت لاهيا وجباليا لقصف إسرائيلي عنيف من المدفعية والطائرات الحربية، مما أدى إلى استشهاد العشرات. 

وأوضح قريقع أن القصف طال منازل آهلة بالسكان، مثل منزل عائلة الأعراج في تل الزعتر شرق مخيم جباليا، حيث استشهد أكثر من أربعين شخصًا، غالبيتهم كانوا داخل المنزل المكون من خمسة طوابق وأن هذه ليست المجزرة الأولى، بل امتدادًا لسلسلة طويلة من الهجمات التي تركز على المناطق الشمالية في قطاع غزة، وتدمير كل ملامح الحياة فيها.

وأشار قريقع إلى أن هناك أكثر من 60 ألف شخص محاصرين في بيت لاهيا وبلدة بيت حنون، بينهم نساء وأطفال، ويعانون من وضع صحي وإنساني كارثي للغاية. وأوضح أن هؤلاء المحاصرين يعانون من نقص تام في الغذاء والدواء منذ أكثر من 60 يومًا، وأن الوضع قد وصل إلى مرحلة المجاعة، ما يزيد من معاناتهم. 

وأضاف أن هناك مناشدات من قبل المواطنين المحاصرين بضرورة توفير الطعام والماء، في ظل غياب هذه المواد الأساسية عنهم.

وأوضح قريقع أن المدنيين في المناطق المحاصرة في شمال القطاع، مثل مشروع بلدة بيت لاهيا، يعيشون في ظروف صعبة للغاية، حيث لا توجد مراكز إيواء سوى بعض المدارس التي تكتظ بالنازحين. وتابع قريقع أنه حتى في حال قرر بعض السكان الخروج من المراكز بحثًا عن طعام أو ماء، فإنهم يصبحون عرضة للاستهداف من قبل قوات الاحتلال، سواء من المدفعية أو الطائرات المسيرة. وأكد أن أي تحرك في هذه المناطق يعرض حياة المدنيين للخطر، حيث تلاحقهم القوات الإسرائيلية بشكل دائم.

وفيما يتعلق بالمنظومة الصحية في القطاع، أشار قريقع إلى أن الوضع الصحي في غزة أصبح كارثيًا. 

وقال إن مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع لا يستطيع تقديم الخدمة بشكل كامل، حيث تعرض المستشفى نفسه للقصف، مما أسفر عن إصابة الكادر الطبي في المستشفى، بما فيهم مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية. 

وأوضح أن المستشفى يفتقر إلى الأطباء والمعدات الأساسية، وأن سيارات الإسعاف لا تستطيع التحرك بسبب القيود المفروضة من قبل الاحتلال. وذكر أن العديد من المصابين يموتون في الشوارع بسبب عدم القدرة على الوصول إليهم لإسعافهم.

وأكد قريقع أن هناك حالة من القلق والحذر بين أهالي غزة، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى. وأوضح أن الأهالي كانوا يعلقون آمالهم على المفاوضات في مرات سابقة، لكنهم في هذه المرة يتابعون الأخبار بحذر، خوفًا من خيبة أمل جديدة. وأشار إلى أن الأهالي يعيشون حالة من الترقب والتخوف من أن تستمر معاناتهم بسبب استهداف الاحتلال المستمر لهم، من عمليات نزوح متواصلة إلى المجاعة والمرض.

مناشداً التحرك عاجلًا من أجل وقف المعاناة المستمرة، حيث يتطلع المواطنون إلى أخبار تبعث الأمل، حتى ولو كانت مؤقتة، لوقف القصف والدمار الذي يلاحقهم يومًا بعد يوم.

Exit mobile version