تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في استهداف محافظة الخليل بشكل متزايد، حيث تشهد المحافظة حملات اقتحام يومية للمناطق المختلفة، خاصة في البلدة القديمة ومحيط الحرم الإبراهيمي، وفي ظل هذا التصعيد، يعاني سكان الخليل من ظروف قاسية جراء الحصار، الإغلاق، والانتهاكات المستمرة التي تحول حياتهم إلى جحيم.
وفي هذا السياق قال محافظ محافظة الخليل السيد خالد دودين، أن قوات الاحتلال تقوم بشكل يومي باقتحام مختلف الأحياء في المدينة، بما في ذلك إغلاق محيط جامعة بوليتكنيك فلسطين، وهي واحدة من أهم المؤسسات التعليمية في المنطقة، مؤكدًا أن الاحتلال أقدم على إغلاق 120 بوابة في مختلف مناطق الخليل، مما يعزل القرى عن المدينة ويجعل التنقل شبه مستحيل.
وبيّن أن الاحتلال حول المنطقة الواقعة بين الحرم الإبراهيمي ومستوطنة “بريات أربع” إلى منطقة تدريب عسكري، ما أدى إلى إغلاق العديد من الشوارع والطرقات في المنطقة.
وأوضح دودين أن 1700 عائلة في هذه المناطق تعيش في حصار تام ويعانون من نقص في الخدمات الأساسية مثل التعليم والعلاج، مشيرًا إلى أن هذه العائلات تواجه صعوبات شديدة في الحصول على الأدوية اللازمة.
وأشار إلى أن الاحتلال والمستوطنين لا يكتفون بالاعتداء على المدنيين، بل يقومون بتدمير البنية التحتية في المنطقة، خاصة في المناطق التاريخية مثل البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي.
وأكد دودين أن المستوطنين يعملون بشكل منظم بالتعاون مع قوات الاحتلال للسيطرة على هذه الأماكن، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الاقتحامات هو إضعاف دور السلطة الفلسطينية وفرض هيمنة الاحتلال على الأرض الفلسطينية.
واوضح دودين الدور الدولي في التعامل مع هذه الانتهاكات، حيث أشار إلى اللقاء الذي جمعهم مع ممثلين من الحكومة الألمانية في فلسطين، مشيراً الى أن الحكومة الفلسطينية قد طالبت المجتمع الدولي بضرورة التحرك بشكل جاد للضغط على الاحتلال لوقف اعتداءات المستوطنين، لاسيما أن الاحتلال لا يزال يعزز وجوده في الخليل، ما يعكس استمرار الإرهاب الذي يواجهه الفلسطينيون في الضفة الغربية.
وأضاف دودين أنه رغم التنسيق مع الجهات الدولية، لا تزال الإجراءات الأوروبية تجاه الاحتلال “غير كافية”، وهو ما يجعل المستوطنين يواصلون أنشطتهم الإرهابية بشكل يومي، موضحًا أن المستوطنين يعتبرون أنفسهم “حماة” للجيش الإسرائيلي، وينفذون الهجمات على الفلسطينيين بموافقة ودعم الاحتلال، وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي وصف هذه الأفعال بـ “الإرهاب”.
وفي إطار حديثه عن المستقبل، أكد أن الهجمات على البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي ستتزايد في الأيام القادمة، حيث يسعى الاحتلال لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة في الخليل، مضيفاً أن الاحتلال يسعى إلى جعل النزاع في الخليل نزاعًا دينيًا لتبرير المزيد من الانتهاكات بحق الفلسطينيين.
وأشار إلى أن هذا التصعيد يعد جزءًا من خطة إسرائيلية أوسع لفرض سيطرتها على الأراضي الفلسطينية، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًا حاسمًا.
وشدد دودين على أهمية الوحدة الفلسطينية لمواجهة هذه التحديات، وقال: “الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يرحل عن أرضه مهما كانت الظروف، رغم كل الضغوط والاعتداءات، نحن ثابتون على أرضنا”، مؤكدًا أن المقاومة ستظل مستمرة حتى تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية.