في إطار السعي المستمر لتمكين المرأة الفلسطينية في كافة المجالات، أطلقت الأستاذة شيرين زيدان، المنسقة الإدارية في مركز الدعم النفسي والإرشاد القانوني للنساء، مشروع “سبيك أب”، وهو مبادرة إعلامية تهدف إلى تعزيز حضور المرأة الفلسطينية في الساحة الإعلامية من خلال تدريب الصحفيات الناشئات.
أشارت الأستاذة شيرين زيدان لتلفزيون الفجر إلى أن مركز الدعم النفسي والإرشاد القانوني للنساء يقدم خدمات نفسية وقانونية مجانية للنساء في مختلف مناطق فلسطين، ويمكّنهن من تطوير مهاراتهن الاجتماعية والاقتصادية من خلال ورش عمل ودورات تدريبية في مجالات متعددة.
وأضافت أن مشروع “سبيك أب” هو أحد المبادرات المهمة التي أطلقها المركز، بهدف تطوير مهارات الصحفيات الناشئات في إعداد التقارير الإعلامية سواء كانت مكتوبة أو مرئية أو إذاعية، وقالت: “الهدف من المشروع هو تمكين المرأة الفلسطينية في مجال الإعلام، الذي لا يزال يعاني من قلة حضور النساء في معظم القنوات الإعلامية الفلسطينية.”
وبيّنت زيدان أن المشروع تلقى إقبالاً كبيراً من قبل الشابات الراغبات في الانضمام، مما استدعى اتخاذ قرار بزيادة عدد المتدربات من 20 إلى 25 صحفية ناشئة، تم اختيارهن بعناية من مختلف المناطق الفلسطينية: المدن، المخيمات، والقرى.
وأوضحت أنه تم تحديد المعايير بعناية، حيث تم اختيار المشاركات بناء على الشغف والإلتزام، بالإضافة إلى الخلفية العلمية، خصوصًا من فئة الطالبات الجامعيات والخريجات حديثًا في تخصصات الإعلام والصحافة.
وتحدثت زيدان عن التدريب الذي خضع له المشاركات، حيث تم إشراك 13 من أبرز الإعلاميين الفلسطينيين في هذا المجال، من متخصصين في الصحافة المكتوبة، الإذاعية، والتلفزيونية.
واضافت كان التدريب مكثفًا، حيث تعلمت المشاركات كيفية كتابة تقارير صحفية، والتعامل مع الكاميرا، وإجراء المقابلات، والتغطية الميدانية، مما جعلها تجربة شاملة ومميزة.
وأشارت زيدان إلى أن المشروع لم يقتصر على التدريب النظري فقط، بل أتاح للمتدربات الفرصة للعمل في الميدان، حيث تم إرسالهن لتغطية فعاليات مختلفة وإعداد تقارير ميدانية حول الأحداث والقضايا المحلية، وخاصة تلك التي تتعلق بالمرأة الفلسطينية.
وتابعت كانت هناك مخرجات رائعة تمثلت في تقارير مكتوبة ومسموعة ومرئية، مما يعكس قدرة هؤلاء الشابات على التعامل مع الواقع الإعلامي وتقديم تقارير صحفية بمعايير عالية من المهنية.
وحول دور الجامعة في تهيئة الطلاب للعمل الصحفي، أشارت زيدان إلى أن التدريب الجامعي يعطي الأساس النظري ولكن الإعلامي يحتاج إلى الممارسة الميدانية الفعلية، وقالت: “من خلال هذا المشروع، تمكنا من تطبيق ما تعلموه في الجامعات على الأرض، حيث شاهدنا تطورًا ملحوظًا في قدرات المشاركات، سواء في إعداد التقارير أو في الوقوف أمام الكاميرا.
وتحدثت زيدان عن مخرجات المشروع، مؤكدة أنه تم إطلاق منصة إعلامية خاصة بالمشروع تحت اسم “من وراء الحدود”، وهي منصة تتيح للصحفيات الناشئات نشر تقاريرهن ومشاركتها مع جمهور أوسع.
وأوضحت أن هذه المنصة تشكل بداية قوية للصحفيات الفلسطينيات، حيث توفر لهن مساحة للتعبير عن قضايا المرأة الفلسطينية وتسليط الضوء على معاناتها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها.
أما بالنسبة لاستمرارية المشروع، فأكدت زيدان أن “سبيك أب” ليس مشروعًا محدودًا بل هو جزء من خطة طويلة الأمد تمتد على مدار ثلاث سنوات، موضحًا ان هذا هو العام الأول للمشروع، وقد نجحنا في تدريب 25 صحفية، وفي العام المقبل سنستمر في تدريب دفعات جديدة من الصحفيات الشابات، وسنسعى إلى توسيع نطاق المشروع ليشمل مناطق فلسطينية أخرى.
واختتمت زيدان مؤكدا أن الهدف الرئيسي من مشروع “سبيك أب” هو تقديم صحفيات فلسطينيات قادرات على تمثيل قضايا النساء ونقل تجاربهن بموضوعية واحترافية عالية، داعية إلى ضرورة دعم هذا النوع من المبادرات التي تساهم في إحداث تغيير حقيقي في الإعلام الفلسطيني.