في ظروف استثنائية وحصار خانق، يواجه عناصر الدفاع المدني خطر الموت وهم يؤدون واجبهم الإنساني، متحدين نقص الإمكانيات والاستهداف المتواصل الذي أودى بحياة العشرات وأصاب المئات ومع تصاعد المعاناة، يثبت الدفاع المدني في غزة صموده وشجاعته في ظل ظروف لا يعرفها إلا من عاش في قلب الكارثة.
يقول العميد سمير الخطيب، مساعد مدير عام الدفاع المدني في غزة، خلال حديثه لبرنامج “طلة فجر”، إن جهاز الدفاع المدني في غزة هو جهاز خدمات إنسانية يعمل وفق القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية التي تلزم جيش الاحتلال بتوفير الحماية لطواقم الدفاع المدني.
وأوضح الخطيب أن هذا الاستهداف ليس الأول من نوعه، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن هجمات متكررة على مواقع ونقاط الدفاع المدني في مختلف محافظات قطاع غزة منذ بداية الحرب.
وأضاف أن محافظة الوسطى تعرضت للاستهداف للمرة الثانية، حيث أسفر ذلك عن استشهاد ثلاثة عناصر من طواقم الدفاع المدني وإصابة آخرين.
وبيّن الخطيب أن الدفاع المدني يعمل “على المكشوف” ووفق تعليمات مشددة تضمن الالتزام بالمعايير المهنية والفنية. وأكد أن الادعاءات الإسرائيلية حول “نشاط غير طبيعي” في مواقع الدفاع المدني غير صحيحة، مشددًا على أن الدفاع المدني يركز جهوده في إنقاذ الأرواح وانتشال الشهداء والمصابين.
وأشار إلى الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الجهاز في أداء مهامه بسبب الاستهدافات المتكررة، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 30 عنصرًا وإصابة حوالي 300 آخرين، بينهم من فقد أطرافه وأُخرج من الخدمة.
ويرى الخطيب أن الظروف الحالية صعبة للغاية، خصوصًا في ظل تدمير معظم مركبات الدفاع المدني في بعض المحافظات، مثل محافظة الشمال، التي أصبحت خارج الخدمة بالكامل.
وأضاف الخطيب أن نقص الوقود يمثل تحديًا كبيرًا أمام تشغيل المعدات الأساسية، مثل مركبات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، مما يعرقل عمل الدفاع المدني بشكل خطير.
وأكدأن الدفاع المدني ناشد مرارًا المؤسسات الدولية والإنسانية للتدخل والضغط على جيش الاحتلال لوقف استهداف الطواقم، مؤكدًا أن الدفاع المدني ملتزم بأداء عمله وفق القوانين الدولية رغم الظروف الصعبة.
واختتم الخطيب حديثه على أن استمرار استهداف جهاز الدفاع المدني يشكل خطرًا كبيرًا على أرواح المواطنين، خاصة في ظل الهجمات المستمرة والحاجة الماسة لإنقاذ المصابين وانتشال الجثامين من تحت الأنقاض.