Site icon تلفزيون الفجر

أسعد العويوي لتلفزيون الفجر: السعودية لن تطبع مع إسرائيل دون حل عادل للقضية الفلسطينية

تتواصل التطورات السياسية في المنطقة العربية بشأن مسار التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وسط تساؤلات حول تأثير هذه التحركات على القضية الفلسطينية. وبينما تسعى بعض الدول إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، تظل المملكة العربية السعودية واحدة من الدول التي تتبنى موقفًا راسخًا يربط التطبيع بحل القضية الفلسطينية بشكل عادل.

أكد المحلل السياسي وأستاذ القصية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة أسعد العويوي خلال حديثه لتلفزيون الفجر أن المملكة العربية السعودية تتبنى موقفًا حازمًا يربط أي تطبيع مع إسرائيل بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. 

وشدد على أن السعودية أعلنت مرارًا، من خلال تصريحات ولي العهد ووزير الخارجية، أنها لن تمضي في مسار التطبيع دون تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني. ويرى اللعوي أن هذا الموقف السعودي الجاد يمثل دعامة قوية للقضية الفلسطينية، ويسهم في بناء رؤية عربية موحدة للتعامل مع المتغيرات الإقليمية، خاصة مع عودة الحديث عن دور الإدارة الأمريكية المستقبلية بقيادة ترامب، الذي كان الداعم الأكبر لمسار التطبيع السابق دون تحقيق أي تقدم في القضية الفلسطينية.

وأشار العويوي إلى أن الولايات المتحدة تُمارس ضغوطًا كبيرة على الدول العربية، بما في ذلك السعودية، لدفعها نحو التطبيع مع إسرائيل دون تقديم ضمانات لحل القضية الفلسطينية. 

وأوضح أن الإدارة الأمريكية الحالية والمحتملة بقيادة ترامب تعمل على تحقيق الاندماج الكامل لإسرائيل في المنطقة، بينما تغض الطرف عن حقوق الفلسطينيين وقرارات الشرعية الدولية وأن هذه الضغوط تتطلب موقفًا دوليًا موحدًا يدعم الحل العادل والشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وبيّن أن السياسات الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية تهدف إلى فرض واقع جديد يهدد وجود الفلسطينيين في أرضهم. ففي القدس الشرقية، تعمل إسرائيل على توسيع المستوطنات وعزل الأحياء الفلسطينية، وتحويلها إلى عشوائيات بهدف التضييق على السكان وإجبارهم على الهجرة القسرية وفي الضفة الغربية، تواصل إسرائيل توسعها الاستيطاني بشكل كبير، مع زيادة عدد المستوطنين وتسليحهم ليشكلوا ميليشيات تهدد الفلسطينيين كما تقوم بشق طرق استيطانية لعزل المدن والقرى الفلسطينية وتحويل الضفة إلى كنتونات معزولة، ما يؤدي إلى تقييد حركة الفلسطينيين. بالإضافة إلى ذلك، تمارس إسرائيل سياسات قمعية بحق المزارعين من خلال مصادرة أراضيهم والتضييق عليهم، مما يدفع الكثير منهم إلى النزوح القسري. وأكد اللعوي أن هذه السياسات التوسعية تأتي في إطار استراتيجية إسرائيلية تسعى إلى ضم الأراضي الفلسطينية بالكامل وفرض واقع يجعل الفلسطينيين أقلية محاصرة في وطنهم.

ويرى العويوي أن التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية تتزايد في ظل الدعم الإسرائيلي المتوقع من الإدارة الأمريكية القادمة. 

وأوضح أن الوضع في الضفة الغربية والقدس الشرقية مقلق للغاية، حيث تعمل إسرائيل على تعزيز سيطرتها من خلال الاستيطان، التهجير القسري، والضغط الاقتصادي والاجتماعي على الفلسطينيين وأن هذه التطورات تهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني الفعلي وتحويل الأراضي المحتلة إلى مناطق تخضع بالكامل للسيطرة الإسرائيلية.

اختتم العويوي حديثه بالتأكيد على أهمية الموقف السعودي المتمسك بربط التطبيع بحل القضية الفلسطينية مشدداً على ضرورة وجود موقف دولي قوي يدعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة. 

Exit mobile version