مدير المستشفيات الميدانية بغزة للفجر : الاحتلال يدمر المنظومة الصحية ويحيل مستشفى كمال عدوان إلى منطقة منكوبة
يشهد قطاع غزة منذ أسابيع أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة جراء التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف بشكل ممنهج المرافق الطبية والكوادر العاملة فيها في ظل هذا الواقع، أصبحت المستشفيات عاجزة عن تقديم الرعاية الصحية للمصابين والمرضى بسبب القصف المباشر، والحصار الخانق، والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
يقول الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بغزة، خلال حديثه لتلفزيون الفجر، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل هجماته العنيفة على شمال قطاع غزة، مستهدفًا مستشفى كمال عدوان الحكومي بشكل مباشر.
وأوضح أن الحصار الناري المفروض على المستشفى منذ أيام يُعد جزءًا من مخطط واضح لتدمير المنظومة الصحية بالكامل، حيث تعرض المستشفى لقصف بقذائف الدبابات التي طالت قسم الأطفال والحضانة، ما أدى إلى دمار كبير في البنية التحتية للمستشفى.
وأضاف أن جيش الاحتلال يستخدم روبوتات متفجرة تحمل كميات كبيرة من المواد الناسفة لتفجير محيط المستشفى والمناطق السكنية المجاورة.
وأشار إلى أن هذه التفجيرات تُحدث شظايا تصل لمسافات تتجاوز 2 كيلومتر، مما يشكل خطرًا بالغًا على الكوادر الطبية والمرضى، حيث لا يبعد موقع الانفجارات عن المستشفى سوى 50 إلى 60 مترًا.
وبين الهمص إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف المستشفى بالقناصة والطائرات المسيرة (كواد كابتر)، ما يمنع أي حركة للطواقم الطبية داخل ساحات المستشفى، كما شهدت الأيام الأخيرة استهدافًا مباشرًا لقسم العناية المركزة، ما أسفر عن إصابة أحد أفراد الطاقم الطبي وأن الاحتلال دمر مولدات الكهرباء ومنظومة الأكسجين بشكل كامل، كما أحرق أجزاء واسعة من المستشفى، مما جعل تقديم الرعاية الطبية شبه مستحيل.
وشدد أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، فضلًا عن نقص الغذاء للكوادر الطبية والمرضى، حيث تجاوز الحصار على المستشفى الشهرين دون أي استجابة دولية فعالة.
وأكد الهمص أن الاحتلال طلب من الكوادر الطبية والمرضى إخلاء المستشفى، عبر رسائل وجهتها طائرات الاستطلاع، إلا أن الخروج غير ممكن بسبب الحصار المحكم الذي يفرضه الاحتلال، إلى جانب المخاطر الناتجة عن استهداف كل من يحاول الخروج وأن المستشفى الإندونيسي، الذي يُفترض نقل المرضى إليه، يعاني من نفس الظروف الكارثية، حيث لا تتوفر فيه الكهرباء أو الأجهزة الطبية اللازمة.
وأوضح أن الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان تعمل في ظروف قاسية للغاية، حيث تقتصر خدماتها على تقديم الإسعافات الأولية وتضميد الجراح في ظل توقف غرف العمليات عن العمل بالكامل. وأضاف أن هناك أكثر من 66 مصابًا حالاتهم تتراوح بين المتوسطة والخطيرة، إلى جانب 150 من الكوادر الطبية المحاصرة داخل المستشفى، والذين باتت حياتهم مهددة بسبب استمرار القصف الإسرائيلي.
معبراً عن قلقه العميق حيال غياب دور المنظمات الصحية الدولية، موضحًا أن منظمة الصحة العالمية حاولت إدخال كميات محدودة من الأدوية والمستلزمات الطبية، إلا أن هذه الكميات لا تغطي الحد الأدنى من الاحتياجات.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي قصف المستشفى أثناء وجود وفود من منظمة الصحة العالمية، ما يؤكد استهتار الاحتلال بالقوانين الدولية وبحياة الطواقم الطبية والمرضى وأن مستشفى كمال عدوان ليس الوحيد الذي يعاني، إذ تعيش جميع مستشفيات قطاع غزة أوضاعًا صعبة، حيث تم تدمير مستشفى النجار في رفح بالكامل، وتكتظ مستشفيات خان يونس والمناطق الوسطى بالجرحى بشكل يفوق قدرتها الاستيعابية بخمسة أضعاف.
مشيراً أن القطاع الصحي يعاني من نقص حاد في المعدات الأساسية، بما في ذلك أجهزة تحليل الدم وأكياس نقل الجثث، ما يؤدي إلى انتهاك كرامة الضحايا والشهداء الذين لا يمكن حتى تكفينهم أو نقلهم بكرامة.
وأكد الدكتورالهمص أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الطواقم الطبية والمرضى في مستشفى كمال عدوان وجميع مستشفيات القطاع. داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التدخل العاجل لإنقاذ القطاع الصحي في غزة ووقف الجرائم الإسرائيلية المتواص
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.