تعيش مدينة القدس المحتلة واقعًا مريرًا تحت وطأة قرارات الهدم الإسرائيلية التي تهدد استقرار آلاف العائلات المقدسية.
في بلدة عناتا، تواجه عائلة الفهدات خطر فقدان منازلها، حيث أصدرت سلطات الاحتلال قرارات هدم تشمل 13 منزلًا، مما ينذر بتشريد أكثر من 50 فردًا من هذه العائلة وسط ظروف إنسانية صعبة.
تحدث معروف الرفاعي المستشار الإعلامي لمحافظة القدس، لتلفزيون الفجر عن التصعيد الإسرائيلي المستمر في إصدار أوامر هدم المنازل في القدس.
وأوضح أن الاحتلال استغل الوضع السياسي المتوتر منذ السابع من أكتوبر لتمرير خططه التهويدية الهادفة إلى تفريغ المدينة من سكانها الفلسطينيين.
وأشار الرفاعي إلى أن أكثر من 440 عملية هدم نُفذت في القدس منذ بداية التصعيد الأخير، ما أثر على حوالي 40 ألف مقدسي، في حين أن أكثر من 32 ألف إخطار هدم تهدد مئات الآلاف من السكان.
وتحدث عن استهداف الاحتلال لبلدة عناتا، حيث تم إبلاغ عائلة الفهدات بضرورة إخلاء منازلها خلال 12 يومًا، في إطار خطة لضم الأراضي المجاورة إلى معسكر عناتا.
أكد الرفاعي أن عائلة الفهدات، التي تتألف من إخوة وأشقاء، تقطن في المنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي، وأن أراضيها تعود لعائلات من بلدة عناتا.
وأضاف: “رغم أن السكان لديهم وثائق تثبت ملكيتهم للأراضي منذ العهد الأردني، إلا أن سلطات الاحتلال تتذرع بحجج واهية لتنفيذ قرارات الهدم.”
وشدد الرفاعي على أن السياسات الإسرائيلية لا تقتصر على بلدة عناتا، بل تطال أحياءً كاملة مثل سلوان وحي الشيخ جراح، حيث تُصدر أوامر الهدم بحجج مختلفة مثل عدم الترخيص أو قربها من مشاريع استيطانية.
أوضح الرفاعي أن محافظة القدس بالتعاون مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وكلّت محاميًا لتمثيل عائلة الفهدات قانونيًا، بهدف استصدار أمر احترازي بوقف تنفيذ الهدم. ومع ذلك، أشار إلى أن الأراضي التي تُصادر لأغراض عسكرية نادرًا ما تُعاد إلى أصحابها.
وفي ختام حديثه، قال الرفاعي: “نسعى بكل جهد لتمديد فترة الهدم على الأقل، كي يتسنى للعائلات إيجاد مأوى بديل، لكن الظروف صعبة، خاصة مع البرد القارس الذي يفاقم معاناة السكان.”