في خطوة تعكس روح الإبداع والطموح لدى الشباب الفلسطيني، تمكن الطالب محمد خالد صوالحة، خريج الهندسة الصناعية من جامعة القدس، من تصميم سرير طبي متحرك، يهدف إلى سد احتياجات القطاع الصحي الفلسطيني الذي يعاني من نقص في المعدات والإمدادات، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها البلاد.
محمد الصوالحة، شاب طموح أنهى دراسته في الهندسة الصناعية بجامعة القدس، استطاع خلال مشروع تخرجه أن يجمع بين الإبداع الهندسي والرؤية الإنسانية، مشروعه المبتكر لم يكن وليد الصدفة، بل جاء استجابة للحاجة الملحّة التي فرضتها الأوضاع الصحية في فلسطين، خاصة مع ما يشهده القطاع الصحي في غزة من تحديات كبيرة نتيجة الحصار والحروب المتكررة.
أوضح محمد الصوالحة، طالب هندسة صناعية في جامعة القدس لتلفزيون الفجر أن الفكرة نبعت بعد ملاحظته النقص الحاد في المعدات الصحية، مما دفعه إلى التفكير في تصميم سرير طبي يلبي المعايير الدولية والمحلية، مضيفًا تمثل السرير في تصميم مبتكر يوفر سهولة التعديل في الارتفاع، إمالة الجسم، ووضعيات مختلفة لتسهيل حركة المريض والطواقم الطبية.
وأشار الصوالحة إلى أن عملية التنفيذ استغرقت تسعة أشهر من العمل المتواصل، تضمنت دراسة السوق، تصميم السرير، واختبار النموذج الأولي وفقًا للمواصفات الفلسطينية والدولية، المشروع كان مدعومًا من شركة “التقدم” الفلسطينية التي وفرت الموارد والخبرات اللازمة.
وأكد الصوالحة أن أكبر التحديات التي واجهته كانت في تطبيق معايير السلامة والجودة العالية بتكاليف تناسب السوق المحلي.
وتابع أنه واجه صعوبة في تصنيع بعض المكونات محليًا، مما اضطره لاستيرادها، لكنه عبّر عن أمله في أن يتمكن القطاع الصناعي الفلسطيني من تعزيز قدراته لتلبية الاحتياجات المحلية بالكامل مستقبلًا.
لاقى مشروع محمد إشادة واسعة من الأكاديميين في الجامعة، وعلى رأسهم رئيس الجامعة الدكتور عماد أبو كشك، الذي أعرب عن فخره بهذا الإنجاز، واعتبره نموذجًا يُحتذى به في دعم البحث العلمي والابتكار في الجامعات الفلسطينية.
محمد لم يكتفِ بهذا الابتكار، بل عبّر عن طموحه لتطوير مشاريع أخرى تساهم في تعزيز الصناعة المحلية وتحسين جودة الخدمات الصحية.
ودعا إلى تعزيز التعاون بين الشركات المحلية لدعم الشباب المبتكرين وتوفير بيئة تتيح لهم تحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية تلبي احتياجات المجتمع.
