غزة على شفا لحظة فارقة: هل تفتح صفقة التبادل باب الأمل؟
في ظل التطورات السياسية والإنسانية المتسارعة في المنطقة، يعكف المتابعون على تحليل الوضع الحالي في قطاع غزة، حيث يترقب الفلسطينيون والعالم أجمع الإعلان عن وقف إطلاق النار وصفقة التبادل التي تمثل بداية للإستراحة من آلة الحرب.
يقول الدكتور أحمد شديد، المختص بالشأن السياسي خلال حديثه لتلفزيون الفجر، إن الساعات القادمة ستكون حاسمة في ملف صفقة التبادل، مشيرًا إلى أن هناك تفاؤلًا عامًّا في إسرائيل بشأن الصفقة رغم وجود بعض التحفظات.
وأوضح أن الصفقة تم التوصل إليها، وأن بدء تنفيذها سيكون في الأيام المقبلة، تحديدًا يوم الأحد المقبل. وأضاف أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يركز على إعادة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، وهو ما يراه أولوية على مستوى الحكومة، رغم التنازلات التي قدمها في الصفقة.
وبيّن أنه لا يوجد ضمانات لالتزام إسرائيل الكامل بما تم الاتفاق عليه، خصوصًا في حال انتهت الصفقة أو بعد تنفيذها.
وأكد أن نتنياهو يفضل أن يكون هناك سقف زمني للاتفاق لعدم إنهاء الحرب بشكل نهائي وأن هناك أصواتًا في الحكومة الإسرائيلية تدعو لتمرير الصفقة، ولكن بعضها يعارضها، وتحديدًا من جهات تحاول أن تضع ضوابط لعدم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين يعتبرونهم “ملطخة أيديهم بالدماء”.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية بالنسبة لإسرائيل ليست مجرد تبادل أسرى، بل تشمل ملف وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وهذا ما تسعى إليه المقاومة.
من جانبه، أشار الأستاذ أمين شومان، رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، إلى أن قضية الأسرى هي قضية جوهرية لدى الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هناك أكثر من 10,000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.
وأضاف أن المرحلة الأولى من الصفقة تشمل الإفراج عن نحو 200 أسير، بينهم أسرى مؤبدات، أطفال، نساء، وأسرى مرضى، مشيرًا إلى أن الأسرى المرضى سيكونون على رأس أولويات الإفراج.
وبيّن شومان أن السلطات الإسرائيلية تعتزم إبعاد بعض الأسرى، خصوصًا الأسرى المؤبدات، إلى خارج الأراضي الفلسطينية إلى دول مثل مصر وقطر وتركيا.
وأوضح أنه لا توجد قوائم رسمية حتى اللحظة، وأن ما يُنشر من قوائم هو تسريبات غير مؤكدة وأن قضية الأسرى المرضى ستكون أولوية في هذه الصفقة نظرًا للوضع الصحي الصعب الذي يعيشه هؤلاء الأسرى في السجون.
وفي سياق آخر، ذكر الزميل الصحفي عبد القادر من قطاع غزة، أن الوضع في القطاع لا يزال صعبًا للغاية مع استمرار العدوان الإسرائيلي وأن مناطق شمال القطاع شهدت هجمات عنيفة خلال الليل خلفت العديد من الشهداء والجرحى.
وأوضح عبد القادر أن سكان غزة يترقبون إعلان وقف إطلاق النار بحذر شديد، حيث إن الاحتلال يستهدف المدنيين والأماكن المزدحمة.
وأكد عبد القادر أن الوضع الإنساني في غزة كارثي، حيث يعاني الأهالي من نقص في المياه والمواد الغذائية بسبب توقف المساعدات. ولفت إلى أن الغزيين يعيشون في ظروف قاسية، خاصة مع نزوحهم من مناطق الشمال التي دُمرت بالكامل.
وأشار عبد القادر إلى أن الأهالي في غزة يترقبون أي إعلان عن وقف إطلاق النار، على أمل أن يكون بداية للفرج، حيث يأملون في العودة إلى منازلهم المتضررة، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهونها.