في قطاع غزة المحاصر، حيث الأزمات تلاحق الحياة اليومية للناس، يبرز أبو سمير عوامة كأحد الشخصيات التي تلهم الجميع بقصصها الإنسانية المؤثرة، الرجل الستيني الذي بدأ حياته كمصلح ألعاب بسيط، تحوّل بفضل شغفه وحبه للأطفال إلى صانع محتوى يحمل رسالة أمل تتجاوز حدود المكان والظروف.
أبو سمير يعيش في أزقة مزدحمة بالقصص والحكايات، حيث يمتلك ورشة صغيرة يكد فيها لإصلاح الألعاب المكسورة التي يحضرها الأطفال، ما بدأ كعمل يومي عادي تحوّل إلى مهمة نبيلة، وأصبح أبو سمير رمزًا للأمل في عيون الأطفال الذين يستعيدون فرحتهم بفضل يديه الماهرتين، ويقول أبو سمير خلال حديثه لتلفزيون الفجر: “كل لعبة أصلحها، أعيد لها الروح، وأعيد للطفل لحظة فرح يحتاجها في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها”.
ورغم الإمكانيات المتواضعة ونقص الموارد، لم يكن أبو سمير مجرد مصلح ألعاب، أدرك أن عمله يحمل رسالة إنسانية تستحق أن تصل للعالم، لهذا السبب بدأ يوثّق رحلته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر مقاطع مصورة قصيرة توضح عملية الإصلاح وتروي قصص الأطفال الذين يستفيدون من عمله.
وتحدث ابو سمير عمودي الممرض والناشط المجتمعي من غزة بفخر عن التفاعل الواسع الذي حظيت به مقاطعه، مشددًا على أن الإنسانية قادرة على الوصول إلى القلوب مهما اختلفت الظروف.
وأوضح أنه في البداية واجه تحديات كبيرة، خاصة في توفير قطع الغيار والأدوات اللازمة، لكن دعم الناس الذين أرسلوا له ألعابًا قديمة وتبرعات بسيطة ساعده على تجاوز هذه العقبات.
وتابع لم يقتصر تأثير أبو سمير على إصلاح الألعاب فقط، بل تجاوز ذلك ليصبح صانع محتوى إنسانيًا يسلط الضوء على الجانب المشرق لغزة، ويظهر أن هناك حياة وأملًا حتى في أحلك الظروف، مضيفًا أنا لا أصلح الألعاب فقط، بل أُعيد تشكيل الحلم في عيون الأطفال الذين يستحقون الفرح.
وبين عمودي ان كل قصة تُلهمه للاستمرار، ويؤكد أن سعادته تكمن في رؤية فرحة الأطفال بعد استلام ألعابهم.
واضاف كل ابتسامة طفل هي دليل على أن عملي ليس مجرد إصلاح بل رسالة مؤكدًا أنه يسعى يوميًا لتقديم المزيد والمساهمة في رسم ملامح مستقبل مشرق للأطفال.
وشدد عمودي على أهمية الدعم الذي يقدمه الناس له، متحدثًا عن حلمه بتوسيع ورشته وتحويلها إلى مركز يمكنه خدمة عدد أكبر من الأطفال في غزة، مؤكدا أنه سيستمر في نقل قصصه إلى العالم ليُظهر أن الأمل لا يزال موجودًا، وأن البساطة أداة قوية للتأثير.