يواصل مستشفى جنين الحكومي العمل وسط ظروف إنسانية صعبة ومعقدة بسبب الحصار المفروض عليه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيمها لليوم الثاني والعشرين على التوالي.
ويعاني الطاقم الطبي من صعوبات بالغة في الوصول إلى المستشفى، بينما تزداد التحديات في تقديم الخدمات العلاجية بسبب نقص المياه الصالحة للشرب، والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، واستهداف البنية التحتية.
أوضح الدكتور وسام بكر مدير مستشفى جنين الحكومي، لتلفزيون الفجر أن المستشفى لا يزال صامدًا رغم الحصار والتحديات الكبيرة التي يواجهها، حيث تستمر الطواقم الطبية في تقديم الخدمات العلاجية وفق الإمكانيات المتاحة.
وتحدث بكر قائلاً: “العدوان لا يزال مستمرًا، وقد شهدت الليلة الماضية تصعيدًا في منطقة الحارة الشرقية، حيث تم تدمير وتجريف الطرق وقطع العديد من الشوارع داخل مدينة جنين، المستشفى يقع في محيط المخيم، ما جعله ضمن دائرة الحصار المفروضة على المنطقة”.
وأشار إلى أن الوضع خلال الأيام العشرة الأولى من الحصار كان أكثر تشددًا، حيث تم تفتيش الطواقم الطبية بدقة عند الدخول والخروج، بينما شهدت الأيام الأخيرة تحسنًا طفيفًا في الحركة، لكن المنطقة المحيطة بالمستشفى لا تزال تُعتبر منطقة عسكرية، مما يجعل الوصول إلى المستشفى محفوفًا بالمخاطر سواء للموظفين أو المرضى.
إعاقة حركة الإسعاف ونقل المصابين:
وبيّن بكر أن مركبات الإسعاف كانت تتعرض لإعاقات متكررة من قبل جيش الاحتلال، مما اضطرها في بعض الأحيان إلى نقل المصابين إلى مستشفيات أخرى خارج نطاق الحصار.
وأضاف في الأيام الأولى، شهدنا اشتباكات عنيفة، وكان من الصعب إيصال المصابين إلى مستشفى جنين بسبب الطوق الأمني، ما دفعنا إلى تحويلهم إلى مستشفيات أخرى ذات وصول أسهل.
تدمير البنية التحتية ونقص المياه والكهرباء:
وشدد بكر على أن قوات الاحتلال تتعمد تدمير شبكات المياه والكهرباء المحيطة بالمستشفى منذ الساعات الأولى من الاجتياح، ما أدى إلى أزمة كبيرة في توفير الخدمات الأساسية.
وأوضح نعتمد حاليًا على صهاريج المياه، لكن إدخالها إلى المنطقة يتطلب تنسيقًا معقدًا، وكثيرًا ما يتم منعها من الدخول، ما يزيد من معاناة المرضى والطاقم الطبي.
وأضاف استغرقت عمليات إصلاح شبكة الكهرباء أكثر من 24 ساعة من العمل المتواصل، حيث كان يتم استهداف الطواقم أثناء عملها، ما زاد من صعوبة إعادة التيار الكهربائي إلى المستشفى.
وأكد الدكتور بكر أن المستشفى يواصل تقديم الخدمات العلاجية الأساسية رغم كل هذه التحديات، قائلاً: أقسام الولادة وغسيل الكلى والعلاج الكيماوي لا تزال تعمل رغم الظروف الصعبة، ونحن نحاول بكل جهدنا الحفاظ على تقديم الخدمات الضرورية للمرضى.
واختتم بكر حديثه بأمل أن ينتهي هذا العدوان قريبًا، وأن نتمكن من إعادة بناء ما دُمر، وتقديم الخدمات الطبية بشكل كامل دون قيود أو تهديدات.