“ثوري فتح” في بيانه الختامي: نرفض التهجير والوطن البديل وأي شكل من الوصاية أو التشكيك بمنظمة التحرير
– دعا كوادر “فتح” للتصدي للمستعمرين وتفعيل لجان الحماية والانخراط في مقاومة شعبية شاملة
– جدد التزام الحركة الثابت برعاية عائلات الشهداء والأسرى والجرحى
– الوحدة الوطنية تبقى الشرط الأساسي للصمود والانتصار وإنهاء الاحتلال
– تأكيد الدور المحوري لـ”الأونروا” وضرورة استمرارها ومواجهة إجراءات الاحتلال بمنعها
– ندعو أمتنا العربية والإسلامية لتحمُل مسؤولياتها في الحفاظ على المدينة المقدسة
– ندعو لعقد جلسة لمجلس الأمن من أجل وقف العدوان ورفض جريمة التطهير العرقي والتهجير
– أكد أهمية محاسبة مجرمي الحرب في ظل ما صدر عن محكمة الجنايات الدولية من أوامر اعتقال
– التشكيك أو الانتقاص من وحدانية تمثيل منظمة التحرير جريمة تصب في مصلحة الاحتلال
عقد المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” دورته الثانية عشرة في مدينة رام الله يومي 20-21/2/2025 “دورة الشهيد القائد الوطني عبد الإله الأتيرة”، واستمع في جلسته الافتتاحية لكلمة سياسية شاملة من رئيس الحركة الرئيس محمود عباس، ولتقريري أمانة سر المجلس، واللجنة المركزية.
وناقش المجلس واعتمد نتائج أعمال اللجنة التحضيرية لهذه الدورة وأقر الأوراق المُقدمة منها: سياسياً، ووطنياً، وتنظيمياً، وميدانياً، واعتمد القرارات التنفيذية لهذه الأوراق التي تُشكّل خطة تحرّك حركة فتح في المجالات كافة، وقرر إبقاء أعمال دورته مفتوحة، واعتمد البيان الختامي التالي:
مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الشامل على شعبنا، بما في ذلك حرب الإبادة الجماعية، والتدمير في غزه وشمال الضفة وباقي المخيمات والمدن والقرى، ومع تزايد وتيرة النشاط الاستعماري الاستيطاني، واعتداءات عصابات المستوطنين، وزيادة الحواجز والبوابات، وتشديد الإغلاق، وحصار القدس العاصمة، وتدنيس المسجد الأقصى بالاقتحامات اليومية، ومع الحصار المالي والميداني على السلطة الوطنية، ورغم ما يشهده الإقليم والعالم من تغيرات متسارعة، رغم كل ذلك يقف شعبنا صامداً على أرضه، وتقف “فتح” وأبنائها كافة في مقدمة العمل الوطني والميداني والإغاثي، وسنستمر صفا واحدا متماسكا مقاومين للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه، وبصمودنا ونضالنا سنفشل المخططات القديمة الجديدة الداعية للتهجير وفرض الوطن البديل، وتصفية قضيتنا الوطنية.
إنّ حركة فتح في هذه المرحلة الحسّاسة من تاريخنا، وأمام التحدّي الوجودي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، فإنها تؤكد على ما يلي:
أولا: إنّ الحلقة المركزية لنضالنا اليوم تتركز على مواجهة العدوان، والصمود والثبات على الأرض، وحشد الإقليم والعالم لوقف العدوان، وتدفق المساعدات وإعادة الإعمار، ورفض التهجير والضم الزاحف، والوطن البديل، ورفض أي شكل من أشكال الوصاية أو التشكيك بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا.
ثانيا: أمام ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من تدمير ممنهج لمخيماتنا في شمال الضفة الغربية واستمراره باستهداف المخيمات كافة، وتشديد حصاره واقتحاماته لمدننا وقرانا، فإننا امام إعادة النظر بمجمل العلاقات مع هذا الاحتلال الذي ألغى كل الاتفاقيات المعقودة، وخرق وبشكل مستمر القانون الدولي وقراراته ذات الصلة، فإنّ حركة فتح تدعو كادرها لليقظة والاستنفار للتصدي لقطعان المستوطنين وتفعيل لجان الحماية والحراسة في قرانا، والانخراط في مقاومة شعبية شاملة للحفاظ على وجودنا وأرضنا.
ثالثا: إنّ حركة فتح تُرحب بالأسرى البواسل المحررين مؤخرا، وتستعد لانخراطهم في الأطر الحركية والوطنية، وسنضاعف الجهود لنصرة ودعم الأسرى في سجون الاحتلال لوقف إجراءات التنكيل والتعذيب التي يمارسها الاحتلال ضدهم بكل وحشية، وتجدد حركة فتح التزامها الثابت برعاية عائلات الشهداء والأسرى والجرحى باعتبارهم أبطال الحرية ولهم الأولوية القصوى بالحماية والرعاية كما كانت فتح منذ انطلاقتها، ونؤكد حق شعبنا في مقاومة الاحتلال كما كفلته القوانين والشرائع الدولية في مواجهة إرهاب الاحتلال الإسرائيلي.
رابعا: تؤكد فتح انّ الوحدة الوطنية تبقى الشرط الأساسي للصمود والانتصار وإنهاء الاحتلال، وسنُكثّف جهودنا وحوارنا مع شركائنا في منظمة التحرير الفلسطينية، وتهيئة الظروف لعقد دورة رسمية للمجلس المركزي في أقرب الآجال، وتبقى الدعوة مفتوحة لمن هم خارج المنظمة ليلتزموا بها ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا، والالتزام ببرامجها والتزاماتها وعلى أساس الوحدة السياسية والجغرافية لفلسطين، وفي هذا الصدد فإنّ السلطة الوطنية هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية والإدارية والأمنية على الأرض الفلسطينية في غزة والضفة بما فيها القدس الشرقية.
خامسا: تؤكد حركة فتح الدور المحوري لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” وضرورة استمرارها بتقديم خدماتها ومواجهة الإجراءات الاحتلالية بمنعها واجتياح مقراتها، وتدعو أمتنا العربية والمجتمع الدولي لتحمُل مسؤولياته لحماية الوكالة وتقديم الدعم المالي اللازم لها.
سادسا: تؤكد الحركة على مركزية القدس وأهميتها الحيوية لمشروعنا الوطني، فهي درّة التاج وعاصمة دولتنا ومسرى النبيّ عليه الصلاة والسلام، ومعراجه حيث المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، وبالتالي فإنّ دعم أهلها في مواجهة الإغلاق والحصار وأسرلة التعليم، وندعو أمتنا العربية والإسلامية لتحمُل مسؤولياتها في الحفاظ على المدينة المقدسة، وتقديم الزيت لإضاءة قناديلها.
وتتوجه فتح بالتهاني والتبريكات لشعبنا وامتنا العربية والإسلامية لمناسبة قرب حلول شهر رمضان الفضيل.
سابعا: إنّ حركة فتح تُولي علاقاتها مع الأشقاء العرب كافة أولوية كبيرة، خاصة مع الأشقاء في كل من المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، ونقدّر عاليا مواقفهما بدعم صمودنا ورفض التهجير، كما نُثمن عاليا موقف المملكة العربية السعودية الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق القانون الدولي والشرعية الدولية والتقدير والشكر موصولين للدول العربية الشقيقة كافة، كما ندعو لتفعيل شبكة الأمان السياسية والمالية العربية للسلطة الوطنية الفلسطينية، كما ندعو لتقديم الدعم العربي المباشر لبعض الدول الشقيقة لحمايتها من ابتزاز المساعدات الأميركية.
إنّ حركة فتح تتطلع للقمة العربية الطارئة القادمة لتتخذ إجراءات عملية لدعم فلسطين في مواجهة التحدي الذي تواجهه والمخاطر المُحدقة بالأمن العربي.
ثامنا: تدعو حركة فتح ومن خلال القنوات الرسمية لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، وإن تعذّر لاستئناف اعمال الدورة العاشرة المكررة للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند: الاتحاد من أجل السلام، من أجل وقف العدوان ورفض جريمة التطهير العرقي والتهجير.
كما تدعو الحركة لحشد الدعم الواسع لتحالف الحفاظ على حل الدولتين الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، وفرنسا ولدعم المؤتمر الذي ينظمه هذا التحالف في نيويورك في حزيران القادم، كما ندعو لدعم المؤتمر القادم للأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف والعمل بمقتضى نتائجه.
تاسعا: تؤكد فتح أهمية محاسبة مجرمي الحرب في ظل ما صدر عن محكمة الجنايات الدولية من أوامر اعتقال، وندعو لتوسيع هذا الملف لملاحقة آخرين، كما ندعو لمتابعة الدعوة المرفوعة في محكمة العدل الدولية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي بتهمة الإبادة الجماعية، ومتابعة الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال سنة واحدة، كما ندعو لتكثيف المقاطعة للاحتلال على كافة الصُعد السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.
عاشرا: أمام مخططات التهجير، فإنّ حق العودة المنصوص عليه بقرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، واجب التنفيذ وأن أي عودة او تحرك سكاني يجب أن يكون للمدن والقرى التي هُجّر منها آباؤنا وأجدادنا عام 1948.
أحد عشر: تتوجه حركة فتح بالتقدير والعرفان للمواقف المبدئية التي وقفتها دول وحكومات وشعوب وجامعات العالم في الصين وروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا، وإلى طلبة الجامعات في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والشكر موصول للأحزاب الصديقة ولجان التضامن في العالم. وتُقدّر حركة فتح الموقف الشجاع لجمهورية جنوب افريقيا الصديقة، ومجموعة الدول التي دعمتها بتقديمها دعوة ضد القوة القائمة بالاحتلال بتهمة الإبادة الجماعية في غزة، ومتابعة ذلك في محكمة العدل الدولية.
اثنا عشر: إنّ منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا تُمثّل الإنجاز السياسي الأكبر لشعبنا منذ النكبة، وهي الوطن المعنوي لشعبنا في أماكن تواجده كافة، ولا حقوق دون التمثيل الرسمي المعترف به. تطوير أداء المنظمة حق وواجب نعمل عليه باستمرار، أما الالتفاف أو التشكيك أو الانتقاص من وحدانية التمثيل فهي جريمة تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي.
لذا، فإنّ حركة فتح تهيب بكوادرها في كل المواقع للثبات والصمود، وخدمة المواطن، وتعزيز بقائه على أرضه، ونحن سنبقى في طليعة شعبنا في الميادين، وفي السياسة، حتى تتحقق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وإنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
لا للتهجير، لا للوطن البديل
نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا
الرحمة للشهداء والحرية للأسرى، والشفاء للجرحى
المصدر: وكالة الأنباء الرسمية وفــا