Site icon تلفزيون الفجر

تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في شمال الضفة الغربية: دمار واسع ونزوح قسري

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيده العسكري في شمال الضفة الغربية، حيث دخل العدوان على مدينة جنين ومخيمها يومه الرابع والثلاثين، بينما تستمر الاقتحامات المكثفة لمدينة طولكرم ومخيميها لليوم الثامن والعشرين على التوالي، وخلفت هذه العمليات دمارًا واسعًا ونزوح آلاف الفلسطينيين، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.

تحدث مراسل تلفزيون الفجر يزن حمايل عن آخر المستجدات مؤكدًا أن العدوان على جنين أسفر عن استشهاد 27 فلسطينيًا حتى الآن، إضافةً إلى تدمير أكثر من 120 منزلًا بشكل كامل أو جزئي، ما حول المخيم إلى منطقة منكوبة غير صالحة للسكن.

وأوضح أن قوات الاحتلال وسّعت نطاق عملياتها لتشمل بلدة قباطية جنوب جنين، حيث فرضت حصارًا مشددًا، ومنعت الدخول والخروج منها، ونشرت قواتها في أحيائها، بينما أفاد شهود عيان بأن الاحتلال فرض منعًا كاملًا للتجول داخل البلدة.

وفي طولكرم، شدد المراسل على أن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة ومخيميها (مخيم طولكرم ومخيم نور شمس)، في إطار عملية “الأسوار الحديدية”، التي تهدف إلى تعزيز السيطرة العسكرية الإسرائيلية على شمال الضفة الغربية.

وأضاف أن الاحتلال استولى على عدد من المنازل وحولها إلى ثكنات عسكرية، حيث تمركز القناصة على أسطحها، فيما تم تهجير السكان قسرًا منها.

وأفادت وسائل إعلام عبرية، لا سيما القناة 14 الإسرائيلية، بأن جيش الاحتلال قد يلجأ إلى استخدام الدبابات في شمال الضفة الغربية “إذا لزم الأمر”، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بالنظر إلى حجم الدمار الناجم عن العمليات العسكرية الجارية.

وأوضح أن الاحتلال بدأ بتنفيذ سياسة جديدة لفرض أمر واقع داخل المناطق المستهدفة، حيث يسمح للمركبات الفلسطينية بالمرور أمام الثكنات العسكرية، في محاولة لإيصال رسالة بأن التواجد العسكري في قلب المدن الفلسطينية سيصبح أمرًا اعتياديًا، ونفذ الاحتلال استعراضات عسكرية في شارع نابلس بطولكرم، وأمام مخيمي نور شمس وطولكرم، بهدف ترهيب السكان والتأكيد على هيمنته الميدانية.

وعلى الصعيد الإنساني، شدد على أن الأوضاع في المخيمات المستهدفة باتت كارثية، حيث دمر الاحتلال البنية التحتية بشكل ممنهج، مستهدفًا شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، ما جعل الحياة داخل المخيمات شبه مستحيلة.

وأضاف أن أكثر من 40 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح القسري من مخيمي نور شمس وطولكرم ومخيم جنين، بعدما دمر الاحتلال منازلهم، وأجبرهم على المغادرة تحت تهديد السلاح.

وأكد أن النازحين يواجهون أوضاعًا صعبة للغاية، خصوصًا مع دخول البلاد في منخفض جوي حاد، ما يزيد من معاناتهم في مراكز الإيواء التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية.

وأضاف أن الاحتلال لا يكتفي بالتهجير، بل يسعى إلى طمس هوية المخيمات الفلسطينية، حيث قامت قواته بشق طرق جديدة داخل مخيم طولكرم مستخدمة الجرافات، في محاولة لتغيير معالم المكان، وتحويله إلى بيئة طاردة للسكان.

ومع استمرار هذه العمليات العسكرية، تتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في شمال الضفة الغربية، في ظل التصريحات الإسرائيلية المتكررة عن نية تصعيد العدوان خلال الفترة المقبلة.

Exit mobile version