في ظل التصعيد المستمر في الضفة الغربية وارتفاع أعداد الإصابات الناجمة عن الاقتحامات الإسرائيلية، أطلق مستشفى جامعة النجاح الوطني نظام “الكود البرتقالي” لتنظيم استقبال الحالات الطارئة وضمان تقديم الرعاية الطبية بأعلى كفاءة، هذا النظام الذي بدأ تطبيقه قبل عامين، أصبح ضرورة ملحّة مع ازدياد الإصابات، لا سيما بعد السابع من أكتوبر، حيث أسهم في ترتيب العمل داخل المستشفى وضبط استجابته للحالات الطارئة.
تحدث الدكتور محمد معزوز جابر، رئيس لجنة الإصابات المتعددة في مستشفى جامعة النجاح الوطني واختصاصي جراحة العظام والمفاصل، لتلفزيون الفجر عن هذا النظام موضحًا أن الهدف الأساسي هو تنظيم استقبال الإصابات المتعددة وتوزيعها على الفرق الطبية بشكل ممنهج، مما يضمن تقديم الرعاية وفقًا لدرجة خطورة الحالة.
وأضاف أن مفهوم “الإصابات المتعددة” يختلف من مستشفى لآخر وفقًا لسعة الطوارئ وعدد الطواقم الطبية المتاحة، مشيرًا إلى أنه في مستشفى النجاح يتم تفعيل “الكود البرتقالي” عند وصول خمس إصابات على الأقل، منها ثلاث حالات خطيرة، مما يستدعي إعادة تنظيم الطواقم الطبية وتوزيع المهام بطريقة مدروسة.
وأوضح الدكتور جابر أن هذا النظام يُفعّل بقرار من المدير التنفيذي أو المدير الطبي أو المشرف المسائي، ويتم تقسيم المستشفى إلى ثلاث مناطق رئيسية: المنطقة الحمراء للحالات الحرجة التي تحتاج تدخلاً طبيًا فوريًا، المنطقة الصفراء للحالات المتوسطة التي تتطلب متابعة سريعة لكنها ليست مهددة للحياة، والمنطقة الخضراء للحالات الأقل خطورة التي يمكن التعامل معها بعد استقرار الوضع العام.
وأكد أن إعلان “الكود البرتقالي” يؤدي إلى تحرك الطواقم الطبية بشكل منظم، حيث يعرف كل فرد دوره بدقة، مما يحوّل قسم الطوارئ إلى خلية نحل تعمل بكفاءة عالية.
وأشار إلى أن التصنيف السريع للمرضى في ساحة الطوارئ يتم بناءً على معايير واضحة، مما يساعد في تقديم العلاج الفوري للحالات الأكثر خطورة.
وأضاف أن النظام لا يهدف فقط إلى تسريع تقديم الرعاية الطبية، بل يسهم في تقليل الوفيات وتحسين فرص إنقاذ المصابين، موضحًا أن هذه الطريقة متبعة عالميًا، حيث تمنع الفوضى التي قد تحدث عند استقبال أعداد كبيرة من الجرحى في وقت واحد، وتضمن أن الأولوية تُمنح للحالات التي تحتاج تدخلاً عاجلاً.
وشدد على أن تدريب الطواقم الطبية على “الكود البرتقالي” استمر لأشهر، حيث تم إجراء محاضرات وورش عمل لضمان استيعاب الجميع لمهامهم عند تفعيل النظام.
وأشار جابر إلى أن المستشفى نشر فيديو توضيحيًا يشرح آلية تطبيق “الكود البرتقالي”، بهدف مشاركة التجربة مع المستشفيات الأخرى في فلسطين، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا أن التنسيق المستمر بين المستشفيات والطواقم الطبية هو مفتاح النجاح في التعامل مع الأوضاع الطارئة التي تمر بها البلاد.
واختتم حديثه مشددًا على أن هذا النظام يمكن أن يكون نموذجًا يُعمّم في المستشفيات الفلسطينية الأخرى، نظرًا لفوائده الكبيرة في إدارة الأزمات الطبية وإنقاذ الأرواح.
وأكد أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة في تحسين استجابة القطاع الصحي الفلسطيني للحالات الطارئة، متمنيًا أن تسهم في حماية أرواح المزيد من المواطنين في ظل التحديات الحالية.