في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الوجود الفلسطيني في الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة بالخليل، أقر مجلس الوزراء الفلسطيني في جلسته الـ(49) برئاسة دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى؛ خطة شاملة لإنعاش هذه المنطقة التاريخية، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة ومختلف الوزارات الشريكة.
وأشار وزير الثقافة عماد حمدان بصفته رئيس لجنة إعمار الخليل إلى أن هذا القرار يمثل استجابة حيوية للتحديات التي تواجه البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي، اللذان يتعرضان لمحاولات متواصلة من الاحتلال الإسرائيلي لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية وتضييق الخناق على الوجود الفلسطيني فيهما؛ ويهدف إلى تعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة، وتشجيعهم على التواجد المستمر فيها، وهو ما يعد خطوة استراتيجية للحفاظ على الحقوق التاريخية والثقافية والدينية للمكان.
وتتضمن الخطة مجموعة من الفعاليات الثقافية والدينية والاجتماعية التي ستسهم في إحياء المكان وتعزيز ارتباط الفلسطينيين به، ومن أبرز محاورها؛ إطلاق فعاليات ثقافية ودينية داخل الحرم الإبراهيمي، تشمل تنظيم أنشطة تهدف إلى تعزيز مكانته الدينية والتاريخية، وتشجيع المواطنين على الاعتكاف والتواجد الدائم فيه. تنظيم رحلات مدرسية وجامعية للحرم الإبراهيمي ومحيطه، بهدف تعزيز وعي الأجيال الشابة بأهمية الموقع، وترسيخ علاقتهم به كجزء من هويتهم الوطنية. تنظيم أنشطة مجتمعية متنوعة في البلدة القديمة، مثل الأسواق التراثية والمهرجانات الثقافية، لدعم الحرفيين والتجار الفلسطينيين، وتعزيز الاقتصاد المحلي. تنفيذ مشاريع تطويرية تشمل ترميم البنية التحتية وتحسين الخدمات في المنطقة لدعم سكان البلدة القديمة.
وأفاد أن الحرم الإبراهيمي يُعتبر من أقدم وأهم المعالم الدينية والتاريخية في فلسطين، وهو موقع ذو مكانة مركزية في الهوية الفلسطينية. وعلى مدى العقود الماضية، تعرض لمحاولات متكررة من الاحتلال الإسرائيلي لفرض السيطرة عليه وتقسيمه وتهويده، حيث تم فصل جزء كبير منه لصالح المستوطنين، وسط إجراءات أمنية مشددة تحدّ من وصول الفلسطينيين إليه.
وعلى الرغم من الإجراءات التعسفية التي يفرضها الاحتلال، فإن هذا القرار الفلسطيني يعكس إرادة حقيقية في تعزيز الحضور الوطني في المكان، وتعزيز صمود سكان البلدة القديمة. حيث تشكل هذه الخطة دفعة قوية نحو تعزيز صمود الفلسطينيين في الحرم ومحيطه، مما يساهم في إفشال المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين.
وختم الوزير حمدان : إن الحرم الإبراهيمي مدرج على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر لدى منظمة “اليونسكو”؛ وكذلك البلدة القديمة في الخليل. ويشكل قرار مجلس الوزراء الفلسطيني في جلسته الـ(49) خطوة استراتيجية نحو إنعاش الحياة في الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل، وتعزيز الصمود الفلسطيني في وجه مخططات الاحتلال. ومن خلال تنفيذ هذه الخطة، سيكون هناك حراك ثقافي وديني واجتماعي مستدام، يسهم في إحياء المكان وحمايته من محاولات التهويد، ليظل رمزاً للصمود والهوية الوطنية الفلسطينية.