ردًا على تحقيق الاحتلال.. “الهلال الاحمر”: نطالب بتحقيق دولي مستقل في جريمة استهداف طواقم الإنقاذ برفح”
أثارت نتائج تحقيق جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن المجزرة التي وقعت في منطقة تل السلطان برفح، والتي أسفرت عن استشهاد 14 من أفراد فرق الإنقاذ، بينهم 8 مسعفين من طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ردود فعل غاضبة واستنكارًا، واتهامات بارتكاب “جريمة حرب”.
وإزاء هذه النتائج، تعرب الجمعية عن بالغ استنكارها لما تضمنه التحقيق من مغالطات وتبريرات تسعى لطمس الحقيقة والتنصل من المسؤولية.
وتؤكد الجمعية في بيانها الذي وصل وطن نسخة منه، أن نتائج التحقيق تكشف إصرار سلطات الاحتلال على اعتماد معايير مزدوجة في تقييم الأحداث، وتُظهر تمييزًا صارخًا في التعامل مع المنظمات الإنسانية بناءً على الهوية، إذ جرى تبرير استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني، بينما اعتُبر استهداف موظف الأونروا في نفس الحادثة “غير مقبولًا”، رغم استشهادهم جميعًا في ذات الموقع وبذات الطريقة.
وتستند هذه النتائج إلى مزاعم اعتادت سلطات الاحتلال ترديدها، والتي تدّعي بأن طواقم الإنقاذ في غزة تتبع لحركة حماس، في محاولة لتبرير جريمة الحرب المتمثلة في استهداف الطواقم الطبية والمركبات التي تحمل شارة الحماية بموجب اتفاقيات جنيف.
كما تزعم نتائج التحقيق بأنه جرى إبلاغ الجهات الإنسانية المعنية فور وقوع الحادثة، وهو ادعاء يتنافى مع الوقائع، حيث كانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واضحة وشفافة في متابعتها لهذه الجريمة بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ودعت مرارًا لتمكين فرقها من الوصول إلى الموقع. ولم يُسمح بدخول طواقم الجمعية إلى موقع الجريمة إلا بعد مرور سبعة أيام على الحادثة.
وتُجسد هذه النتائج سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال لتزييف الحقائق وحماية جنوده من المساءلة الدولية، الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلًا.
وتدعو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي إلى عدم القبول برواية الاحتلال المفبركة، ومقارنة نتائج التحقيق بالوقائع والأدلة الميدانية، خصوصًا في ظل استمرار احتجاز المسعف أسعد نصاصرة، رغم مزاعم الاحتلال بأن الاستهداف كان “عن طريق الخطأ”.
ونجدد دعوتنا إلى المجتمع الدولي لدعم جهودنا والعمل معنا ومع الجهات الدولية المختصة من أجل إجراء تحقيق دولي مستقل، يكشف الحقيقة ويُحقق العدالة لأرواح الشهداء.
