
أجور متدنية وحقوق منقوصة.. معاناة موظفي البريد الفلسطيني في الضفة
يزن حاج علي- في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تعصف بالمواطنين في الضفة الغربية، يعاني عدد من موظفي البريد الفلسطيني من تدنٍ كبير في الأجور، وحرمان من بعض الحقوق الأساسية، لا سيما أولئك العاملين بموجب عقود، رغم طبيعة عملهم الميدانية التي تنطوي على مخاطر يومية.
ويبلغ الحد الأدنى للأجور وفق قانون العمل الفلسطيني 1880 شيكلاً، إلا أن قسائم رواتب اطلع عليها “الاقتصادي” تُظهر أن بعض العاملين يتقاضون أجراً إجمالياً يقل عن هذا الحد بعد الخصومات، ليصل فعلياً إلى نحو 1631 شيكلاً فقط.
عقود طويلة دون تثبيت
في حديث خاص لـ”الاقتصادي”، كشف نائب رئيس نقابة العاملين في الخدمات البريدية، باسل جعفر، أن هناك نحو 50 موظفاً في البريد يعملون بعقود منذ سنوات، دون تثبيت، ويتقاضى معظمهم أجوراً لا تتجاوز الحد الأدنى. ويبلغ إجمالي عدد العاملين في البريد الفلسطيني نحو 500 موظف، ما يعني أن 10% من القوة العاملة فيه تخضع لعقود دون تثبيت وظيفي.
وأوضح جعفر أن هؤلاء الموظفين يعملون لساعات طويلة تبدأ من الثامنة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، في مهام ميدانية تتطلب التنقل بين المدن والقرى، رغم تقلبات الطقس والمخاطر الأمنية الناتجة عن اقتحامات الاحتلال واعتداءات المستوطنين، “لكنهم لا يحصلون على علاوة مخاطرة”، على حد تعبيره.
وأضاف أن غياب الحوافز وآليات الترقية وعدم ربط الرواتب بالكفاءة أو سنوات الخدمة، أدى إلى حالة من الإحباط في صفوف العاملين، خاصة مع غلاء تكاليف المواصلات اليومية وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام.
الراتب الأساسي أقل من الحد الأدنى
اطلع “الاقتصادي” على قسيمة راتب لموظف مثبت في البريد منذ عامين، تبين أن راتبه الأساسي يبلغ 1363 شيكلاً، فيما وصلت العلاوات إلى 515 شيكلاً، ليكون إجمالي الراتب 1879 شيكلاً، لكن بعد خصم اشتراكات التأمين الصحي ونظام المساهمات المحددة بقيمة 247 شيكلاً، يتبقى للموظف 1631 شيكلاً فقط.
ويُحرم موظفو العقود من عدة حقوق مثل بدل المواصلات، واحتساب غلاء المعيشة، والراتب التقاعدي، ما يزيد من هشاشة أوضاعهم المعيشية.
إلى جانب ذلك، يواجه موظفو البريد صعوبات إضافية نتيجة سياسات الاحتلال الإسرائيلي، الذي يُعرقل وصول البريد إلى بعض المناطق، ويعرض العاملين للخطر، إضافة إلى تسبب هذه السياسات بتأخير الطرود والرسائل، ما يضاعف الضغط عليهم.
رد البريد الفلسطيني
من جانبه، قال مدير عام البريد الفلسطيني شادي زغب لـ”الاقتصادي” إن موظفي البريد لا يتقاضون أجوراً تقل عن الحد الأدنى المقرر قانوناً، موضحاً أن موظفي الفئة الرابعة ممن لا يحملون مؤهلاً جامعياً يتقاضون أجوراً عند الحد الأدنى (1880 شيكل)، لكن بعد الخصومات الحكومية ينخفض المبلغ الفعلي إلى نحو 1631 شيكلاً.
وأكد زغب أن العاملين الميدانيين في البريد لا يتلقون علاوة مخاطرة، على عكس بعض الوزارات الأخرى كوزارة الصحة، التي نجحت في رفع هذه العلاوة لموظفيها بعد تقديم طلبات رسمية إلى وزارة المالية وديوان الموظفين.
وأشار إلى أن مشكلة الرواتب والعلاوات هي إشكالية حكومية أوسع تتعلق بسُلّم الرواتب، مطالباً بالتعامل العادل مع كافة النقابات وتحقيق العدالة بين الوزارات. وأضاف أنه تقدم بعدة طلبات رسمية لتحسين أوضاع موظفي البريد، وأن الرد الحكومي تضمن وعداً بدراسة أوضاع الموظفين في مختلف الوزارات بشكل شامل.