أبو سنينة: نقل صلاحيات الحرم الإبراهيمي اعتداء على حضارة المدينة وخرق صارخ للقانون الدولي
اعتبر رئيس بلدية الخليل الأستاذ تيسير أبو سنينة ما يتم تداوله عبر الصحافة الإسرائيلية حول سحب صلاحيات بلدية الخليل، اعتداءً صارخاً على حضارة المكان ورمزيته التاريخية والدينية، وخطوة تهدف إلى تهويد الحرم الإبراهيمي ومحيطه وفرض سيادة احتلالية غير شرعية على أحد أقدس المعالم الإسلامية.
وأوضح أبو سنينة أن الحرم الإبراهيمي، المسجّل على قائمة التراث العالمي الإنساني، هو ممتلك حضاري إنساني وملكية فلسطينية خالصة، مشيراً إلى أن المساس بوضعه التاريخي والديني يمثّل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ولكل الاتفاقيات والمواثيق ذات الصلة، بما في ذلك بروتوكول الخليل وتوصيات لجنة “شمغار” التي جاءت بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، والتي رغم كونها مجحفة أحادية الجانب، لا يزال الاحتلال يُبقي على بعض جوانب الالتزام بها.
وقال رئيس البلدية: “هذا القرار يأتي في سياق اعتداءات متواصلة على الحرم الإبراهيمي، بدأت منذ العام 1967، بعد أيام من احتلال المدينة، حين تم تنظيم حفل زواج جماعي داخل الحرم كأول خطوة استفزازية تهدف لإرسال رسالة واضحة بأن لهذا الاحتلال أطماعاً خاصة في مدينة الخليل، التي تحتضن مقام نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام، جدّ الأنبياء، ويُصرّ الاحتلال منذ ذلك الحين على اختلاق أي رابط يبرر وجوده، حتى لو عبر تحريف التاريخ، إذ يحاول ربط نفسه بسيدنا إبراهيم رغم أن الديانة اليهودية جاءت بعده بفترة طويلة، وهو منها براء”.
وأضاف أبو سنينة: “لم نتسلّم بعد القرار بشكل رسمي لمعرفة تفاصيله، لكن من حيث المبدأ فإننا نرفضه جملة وتفصيلاً، ونعتبره عدواناً سياسياً وثقافياً ودينياً على مدينة الخليل، واعتداءً على صلاحيات البلدية الشرعية الممتدة على كامل حدود المدينة، بما فيها الحرم الإبراهيمي ومحيطه، رغم أن إدارة الحرم نفسها تتبع رسمياً لوزارة الأوقاف”.
وأكد أن بلدية الخليل تتعامل مع المدينة كوحدة واحدة موحّدة، وتقدّم خدماتها لكافة سكانها في كل الأحياء والمناطق دون تمييز، وبالتالي فإن أي محاولة للمساس بصلاحيات البلدية هو مساس مباشر بسيادة المدينة وحقوق سكانها.
وأشار أبو سنينة إلى أن بلدية الخليل، وانطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية، ستدعو جميع المؤسسات الرسمية والأهلية في المدينة لاجتماع طارئ بهدف وضع خطة عمل شاملة للتصدي لهذا القرار وأي قرار آخر يمسّ صلاحياتها أو حقوق أهل المدينة، مؤكداً أن المدينة موحّدة وأن الحرم الإبراهيمي سيبقى وقفاً إسلامياً ورمزاً فلسطينياً أصيلاً مهما حاول الاحتلال تزوير الحقائق وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح.