ضمن برنامج “طلة فجر” الذي يُبث عبر شاشة تلفزيون الفجر، استضافت الحلقة الناشط الشبابي والحكواتي الأستاذ حمزة عقرباوي من بلدة عقربا، للحديث عن الاعتداءات المتكررة من قِبل المستوطنين على البلدات الأثرية الفلسطينية، مع التركيز على بلدة عقربا كنموذج حي لهذه الانتهاكات.
تقع بلدة عقربا جنوب شرق مدينة نابلس، تُعد من أقدم البلدات الفلسطينية، حيث تعود جذورها التاريخية إلى العصور الرومانية والبيزنطية. تتميز بطابعها الزراعي وموقعها الجغرافي الحيوي، وتبلغ مساحتها أكثر من 100 ألف دونم، موزعة بين أراض ٍمزروعة وعيون ماء وتضاريس متنوعة. ورغم هذا الغنى الطبيعي، إلا أن البلدة تواجه تصعيداً استيطانياً ممنهجاً منذ سنوات، يستهدف مصادرة أراضيها ومصادرها المائية.
أكد الأستاذ حمزة عقرباوي أن بلدة عقربا، كغيرها من القرى الفلسطينية، تمرّ بمرحلة بالغة الحساسية نتيجة تصاعد الهجمات الاستيطانية، وأضاف أن الأسابيع الأخيرة شهدت أعمال تجريف واسعة جنوب البلدة، ضمن ما يُعرف بالبؤرة الاستيطانية المقامة حديثاً، وأشار إلى أن هناك محاولات ممنهجة للسيطرة على الأراضي المصنفة “ج”، إلى جانب إغلاق طرق رئيسية ووضع بوابات حديدية تفصل البلدة عن محيطها الحيوي.
وأوضح أن الاحتلال أنشأ خلال الفترة الماضية عدّة بؤر استيطانية تحاصر بلدة عقربا من جهات مختلفة، منها ما يقع بين عقربا وجوريش، وأخرى بين عقربا ومجد البَني فاطم، إضافة إلى بؤرة شرقية قرب خربة قُطَيل، وأخرى شمالاً قرب مستوطنة جيتيل، حيث أُغلقت البلدة بالكامل وجرى تقطيع امتدادها الطبيعي شرقاً نحو الأغوار، ومع القرى المجاورة، بفعل تزايد عدد البؤر الاستيطانية على طول الطريق الرابط بين حاجز زعترة ومفرق فصيل، الذي يضم أكثر من تسع بؤر في محيط البلدة.
من جهة أخرى، أشار الأستاذ عقرباوي إلى تجربته في تنظيم جولات وفعاليات شبابية ميدانية استمرت منذ عام 2009 وحتى أيار 2023، هدفت إلى تعزيز العلاقة بين الأجيال الشابة والأرض من خلال زيارة القرى والمخيمات والمواقع الأثرية، أوضح أن هذه المبادرات أسهمت في تشكيل وعي وطني لدى عشرات المجموعات الشبابية، رغم القيود الأمنية التي فرضها الاحتلال، والتي شملت حظر التجول المتكرر ومنع الوصول إلى تلك المناطق.
كما أشار إلى أن الاحتلال بدأ، منذ أيار 2023، بسرقة عيون المياه في المنطقة باستخدام السلاح، وهو ما يشكّل تهديداً مباشراً للأمن المائي في البلدة، مضيفاً أن عقربا ليست استثناء، بل هي صورة عن واقع تعيشه معظم المدن الفلسطينية.
وفي ختام حديثه، شدد الأستاذ عقرباوي على أهمية دور المجالس البلدية، الجمعيات، والمؤسسات المحلية في دعم صمود الأهالي، من خلال حملات المساندة، والإغاثة، والتعويض، والتوثيق المستمر للاعتداءات.
ودعا جميع فئات الشعب الفلسطيني إلى التفاعل مع ما يحدث، والمشاركة الفاعلة في نشر وتوثيق الانتهاكات التي تتعرض لها القرى المحاصرة.
تقرير: رؤيا أبو ناصر