لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

عزمي الأقرع… سائق إسعاف يقطع ٣١ كيلومتراً على دراجة هوائية لأداء واجبه



تقرير : هند شقدان ، ساجدة عبد النبي – في حلقة مؤثرة من برنامج “طلة الفجر” الذي يُعرض على تلفزيون الفجر، شارك سائق الإسعاف عزمي الأقرع تجربته الاستثنائية مع الانقطاع المتكرر للرواتب الحكومية، والتي اضطرته لاستخدام دراجته الهوائية للتنقل من بلدته إلى مقر عمله في محافظة طولكرم، في رحلة تمتد لأكثر من ٣١ كيلومتراً ذهاباً وإياباً ، وسط ظروف معيشية صعبة وحالة من الإحباط العام.

عزمي الأقرع، كغيره من آلاف الموظفين الحكوميين، لم يتقاضَ راتبه الكامل منذ أربع سنوات، بل يتلقى دفعات متقطعة لا تتجاوز في كثير من الأحيان ٣٥٪ من الراتب الأصلي. هذه الأزمة المالية أجبرته على اتخاذ قرار صعب، فركب دراجته الهوائية ليصل إلى عمله، متحديًا حرارة الشمس، والانهاك، والحواجز الإسرائيلية، وكان من بينها حاجز “جبارة” الذي تم احتجازه عليه لمدة ٤٠ دقيقة، لكنه أصر على إكمال طريقه دون تراجع، مؤمنًا بأن عمله في الإسعاف مسؤولية لا يجوز التخلي عنها.

في حديثه خلال المقابلة، عبّر الأقرع عن حجم الضغط النفسي والمادي الذي يعيشه الموظف الفلسطيني، متسائلًا إن كانت الحكومة تدرك فعلاً حجم المعاناة اليومية التي تواجهه، خاصة حين لا يكون قادراً حتى على تسجيل ابنته المتفوقة في الجامعة، أو تغطية مصاريف البيت، أو سداد التزاماته البنكية. أشار إلى أن الديون والشيكات المؤجلة والخوف من المستقبل باتت تفاصيل ثابتة في حياة الموظف، مؤكداً أن أغلب التسهيلات التي تُقدم ما هي إلا قروض بفوائد تزيد من أعباء الناس بدل أن تريحهم.

انتقد الأقرع بمرارة غياب الرؤية الحقيقية لحل الأزمة، مشدداً على أن الموظف الفلسطيني يقوم بواجبه ويستحق مقابله كرامة مادية ومعيشية. قال بصراحة إن الناس لم تعد تطالب بتحسينات، بل فقط بالأساسيات: أن يتقاضوا رواتبهم بشكل منتظم ليعيشوا بكرامة، وليستمروا في أداء مهامهم تجاه وطنهم ومجتمعهم.

قصة عزمي الأقرع ليست مجرد موقف فردي، بل صرخة تمثل آلاف الموظفين الذين يواصلون الصمود في ظل ظروف اقتصادية خانقة. هي شهادة صادقة تُظهر كيف أصبح تأمين الحد الأدنى من المعيشة معركة يومية في ظل تأخر الرواتب، وتؤكد أن الراتب ليس مكرمة بل حق أساسي يجب أن يُصان .

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة