“اليوم الوطني لنصرة غزة والأسرى… صرخة نسوية وشعبية ضد الإبادة”
سراج جابر – شهدت الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، إلى جانب العديد من العواصم العالمية، فعاليات نسوية وشعبية واسعة في إطار اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى، وسط دعوات لتعزيز الحراك الشعبي ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وفي مقابلة هاتفية أجريت ضمن برنامج “طلة فجر” الذي يُبث عبر شاشة تلفزيون الفجر، أكدت أ. أمل خريشة، مديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، أن هذا اليوم هو تتويج لتراكم نضالات طويلة ومستمرة، تقودها النساء الفلسطينيات إلى جانب باقي مكونات المجتمع، في وجه الاحتلال وحرب الإبادة التي تتعرض لها غزة .
وقالت خريشة إن أهمية هذا اليوم تكمن في كونه رسالة عالمية تؤكد على عدالة القضية الفلسطينية، وتفند الرواية الصهيونية أمام الرأي العام العالمي، خاصة بعد التحولات الجذرية التي شهدتها مواقف شعوب كثيرة، وبعض الحكومات في أوروبا وأميركا اللاتينية، والتي باتت تدعو علنًا لإنهاء الاحتلال ومحاسبة إسرائيل على جرائمها.
وأضافت أن ما يجري في غزة والضفة من تدمير وتجويع وتطهير عرقي، يضع إسرائيل في عزلة دولية متزايدة، وهو ما يتطلب – بحسب خريشة – استثمار هذا التحول الجوهري في الرأي العام، من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وتبني استراتيجية تحرر وطنية واضحة المعالم.
وحذّرت خريشة من الاستمرار في التعويل على “أوهام أوسلو” ومشاريع التسوية العقيمة، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني قدّم نموذجًا واضحًا في إعادة الاعتبار لمعادلة “لا يحك جلدك إلا ظفرك”، وأن على النظام السياسي الفلسطيني بكافة أطيافه إعادة بناء منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد، يعكس الهوية الوطنية والتحررية.
وحول دور النساء في هذا اليوم، شددت خريشة على أن الحراك النسوي الفلسطيني لم يتوقف منذ بداية العدوان، بل شكّل ركيزة أساسية في المواجهة، من خلال التوثيق، والتضامن، وقيادة الفعاليات الميدانية، وتقديم الدعم النفسي والغذائي، رغم القصف والتجويع.
كما أشارت إلى جهود الحركات النسوية في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، حيث تم تسليط الضوء على الانتهاكات بحق النساء الفلسطينيات، من منع حرية التنقل، والتنكيل على الحواجز، والتمييز القانوني، إلى جانب المطالبة بإلغاء اتفاقيات التطبيع والتجارة مع الاحتلال.
وأكدت أن جمعية المرأة العاملة، كما باقي المؤسسات النسوية، تواصل تنفيذ برامج لدعم صمود النساء، سواء في الداخل أو قطاع غزة، من خلال مشاريع اقتصادية وإغاثية، وتوثيق جرائم الاحتلال، والدفاع عن الحقوق الاجتماعية والسياسية، مشددة على أهمية عدم فصل النضال الوطني عن النضال النسوي.
واختتمت أ. أمل خريشة حديثها ضمن برنامج “طلة فجر” بالدعوة إلى تحرك فعلي في ذكرى 3 آب، من خلال تنظيم فعاليات احتجاجية أمام مقار المؤسسات الدولية كالصليب الأحمر والأمم المتحدة، ودعم خطوات الإضراب عن الطعام، وتحويل الغضب الشعبي إلى فعل نضالي منظم، يقوده جيل جديد من النساء والشباب، لرفع صوت غزة عاليًا، وكسر جدار الصمت الدولي.