ترمب يصوغ خطة جديدة للتهدئة بغزة
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، اليوم السبت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يضع تصورا للتعامل مع الحرب في غزة، يقوم على الذهاب إلى أقصى حد، ويشمل فرض شروط واضحة لإنهاء الحرب، من أبرزها تفكيك حركة حماس ونزع سلاح قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل ترى أن التوصل إلى اتفاق شامل هو الخيار الأفضل، لكن الولايات المتحدة هي التي تقود المحادثات الآن، وتعمل على صياغة إطار جديد مع الوسطاء الآخرين.
خطة جديدة
وتشير الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن ترمب يعتزم عرض هذه الشروط على الدول العربية الكبرى باعتبارها السبيل الوحيد لإنهاء قضية غزة، ومستشاره ويتكوف ناقش هذا الطرح مع رئيس وزراء قطر.
وبحسب التقرير، وجهت انتقادات شديدة داخل إسرائيل إلى رئيس الأركان، حيث اتهم بارتكاب خطأ جسيم في التعامل مع تطورات الحرب.
وصرح مسؤولون أمنيون أن الخطة الأميركية مرنة وتتيح إمكانية التوقف عند أي مرحلة، لكنهم أشاروا إلى أن الانطباع السائد هو أن نتنياهو يحاول المناورة للحفاظ على تماسك حكومته.
وأكد مسؤولون إسرائيليون للصحيفة أن تل أبيب، في ظل الظروف الحالية، ترى أن التوصل إلى صفقة شاملة أفضل من تنفيذ خطة الاجتياح الكامل وإجلاء مليون فلسطيني من القطاع، وهي الخطة التي لوّحت بها مؤخرا.
وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة تقود حاليا جهود الوساطة، بالتعاون مع مصر وقطر، لصياغة مبادرة جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب.
وفي ما يخص موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) على خطة اجتياح غزة، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أن هذا القرار سياسي بامتياز، ووجهوا انتقادات شديدة لرئيس الأركان، معتبرين أنه «أخطأ بشكل فادح في ملف المحتجزين، وسمح لحماس بالتصرف بثقة زائدة تسببت بشلل في القرار العسكري».
وأكدوا «ما اقترحه رئيس الأركان لم يكن ليؤدي إلى تحريرهم.. زامير لا ينوي الاستقالة من منصبه، رغم الانتقادات».
موقف حماس
وزعم مسؤولون في تصريحات للصحيفة الإسرائيلية أنه حتى الآن لا تظهر حماس أي مرونة حقيقية، لكنهم عبّروا عن أملهم في أن تدرك الحركة أن إسرائيل ماضية في خطتها، ما قد يدفعها إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
ورغم ادعاءات بعض المفاوضين في الكابينيت بأن الفجوات مع حماس ليست كبيرة. نفى المسؤولون ذلك، وقالوا إن الفجوات لا تزال واسعة، ويجب استخدام أدوات ضغط قوية لدفع حماس نحو التنازل.
في وقت سابق اليوم، قال مسؤولون أمنيون إن قرار الكابينت لا يعني بالضرورة الشروع الفوري في اجتياح كامل لغزة. وأوضحوا «نتحدث عن شهر أكتوبر مع كل التحضيرات المطلوبة، وهذه فترة طويلة نسبيا في الشرق الأوسط. لا يعني أن هناك دبابات وعشرات آلاف الجنود سيدخلون غدا».
وأضافوا أن الخطة صممت بحيث يمكن إيقافها في أي مرحلة، إذا استؤنفت المفاوضات، متوقعين أن يتم ذلك بالفعل. وأشاروا إلى أن الانطباع هو أن نتنياهو يناور من أجل الحفاظ على حكومته وكسب الوقت.
وأكدت مصادر مقربة من حماس لموقع يديعوت أحرونوت أن مفاوضات مكثفة جارية بوساطة أميركية ومصرية وقطرية، بهدف منع إسرائيل من تنفيذ عملية عسكرية واسعة في القطاع. وتتضمن المبادرة: وقف القتال، وانسحاب إسرائيلي كامل، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، نزع سلاح الفصائل، إخراج قادة الجناح العسكري لحماس إلى الخارج، وتشكيل حكومة مدنية محترفة تدير غزة بالتعاون مع شرطة مهنية. وأكدت المصادر أن حماس تبدي مرونة في المفاوضات، لكنها مستعدة أيضا لاستئناف القتال إذا تم رفض المقترح.
وفي وقت سابق، ذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي، أنه من المقرر أن يجتمع المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، اليوم السبت، في إيبيزا بإسبانيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لمناقشة خطة لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين لدى حماس، بحسب مصدرين مطلعين على الاجتماع.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات لموقع أكسيوس، إن قطر والولايات المتحدة تعملان على صياغة مقترح لاتفاق شامل سيتم عرضه على الأطراف خلال الأسبوعين المقبلين.
وأشار موقع أكسيوس، إلى أن تقديم مقترح جديد لحل دبلوماسي شامل ينهي الحرب قد يؤدي إلى تأخير خطة إسرائيل لشن هجوم جديدد لاحتلال مدينة غزة.
وقال ويتكوف مؤخرا إن إدارة ترمب تريد اتفاقا شاملا «كل شيء أو لا شيء» ينهي الحرب، وليس «صفقة جزئية».
المصدر
الغد