جامعة بيرزيت تعلن الفائزين بجائزة الشهيدة شيرين أبو عاقلة للتميز الإعلامي
أعلنت جامعة بيرزيت اليوم الثلاثاء، وللعام الثالث على التوالي، نتائج مسابقة شيرين أبو عاقلة للتميز الإعلامي، التي أطلقتها الجامعة بعد استشهاد شيرين تخليدا لذكراها وتحفيزا للإبداع والعمل الإعلامي النوعي الذي يتناول قصة فلسطين.
وخصصت الجائزة هذا العام لتكريم الصحفيين الفلسطينيين الذين واصلوا عملهم رغم جرائم حرب الإبادة المستمرة التي يتعرض لها قطاع غزة.
وأكد رئيس جامعة بيرزيت طلال شهوان أن “هذه الجائزة ليست مجرد تكريم، بل هي فعل مقاومة في وجه النسيان، ووفاء لاسمٍ صار عنوانًا للحقيقة، ولروحٍ ما زالت تلهم الأجيال”.
وأضاف أن اغتيال شيرين في أيار 2022 لم يكن حادثًا عابرًا، بل انعكاسًا لسياسة ممنهجة تستهدف الصحافة الفلسطينية، مشددًا على أن “الحقيقة لا تُقتل، والصوت الحر لا يُغتال، بل يمتد صداه وتأثيره كلما حاول الطغاة إسكات أصحابه”.
وتوقف شهوان عند ما يتعرض له الصحفيون في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، من استهداف وقتل متعمّد لعشرات الصحفيين، مؤكدًا أن “الاحتلال يدرك أن الصورة الخارجة من غزة أقوى من دباباته، وأن كلمة الصحفي في الميدان أصدق من دعايته وسرديته”.
كما استذكر رئيس الجامعة علاقة شيرين الخاصة بجامعة بيرزيت، إذ كانت من مدربي الإعلام في الجامعة، وشاركت طلبتها خبراتها العملية والإنسانية، وحصلت على دبلوم إذاعي عام 1997، ثم كانت ضمن الفوج الأول لدبلوم الإعلام الرقمي عام 2020. وقال: “إطلاق هذه الجائزة سنويًا ليس مجرد تكريم رمزي، بل هو عهدٌ على الوفاء لشيرين ولشهداء الصحافة، ورسالة واضحة بأن صوت شيرين سيبقى حاضرًا في كل قلم يكتب، وفي كل عدسة توثق، وفي كل كلمة تخرج من تحت الركام لتعلن للعالم أجمع: هنا الحقيقة، هنا فلسطين”.
فيما قال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري: “شيرين لم تكن مجرد صحفية، بل كانت أيقونة مهنية وأخلاقية نفتقدها كل يوم. وإنّ استمرار حرب الإبادة على غزة أظهر من جديد حجم المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون، حيث يواجهون القتل والتشريد وتدمير مؤسساتهم الإعلامية، فقط لأنهم يحملون الحقيقة إلى العالم. لقد أراد الاحتلال تغييب الرواية الفلسطينية، لكن الصحفيين أثبتوا أن صوتهم لا يمكن أن يُمحى، بل يزداد حضورًا وتأثيرًا رغم النزيف والتضحيات.”
من جهته، كشف رئيس لجنة سلامة الصحفيين في نقابة الصحفيين الفلسطينيين منتصر حمدان عن “سياسة ممنهجة بدأها الاحتلال بمنع دخول الإعلام الأجنبي إلى غزة، وانتهت بقتل واستهداف الصحفيين المحليين بشكل مباشر، في اعتراف علني بالتحريض على الشهيد أنس الشريف وزملائه الذين ارتقوا خلال تأدية واجبهم المهني، كرسالة ترهيب لكل من يحاول نقل الحقيقة للعالم.”
وأشار حمدان إلى أن أكثر من 250 صحفيًا ارتقوا منذ بدء الحرب على غزة، فيما يواصل مئات الصحفيين الآخرين التغطية من قلب المستشفيات والخيام المحيطة بها، رغم الجوع والعطش وانعدام الأمان، مؤكّدًا أن ما يتعرض له الإعلام الفلسطيني هو “جريمة منظمة تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لمحاسبة الاحتلال ووقف نزيف الدم بين صفوف الصحفيين.”
وقررت اللجنة منح جائزة شيرين أبو عاقلة للتميز الإعلامي 2025 للصحفية المتميزة آية جودة، تقديرًا لعملها النوعي في تغطية المأساة الإنسانية في غزة.
كما نوّهت اللجنة إلى أن الشهيد الصحفي محمود أكرم الحناوي زقوت المعروف باسم كنان حناوي، كان قد قدّم عملًا للمنافسة بتاريخ 30 حزيران/يونيو، قبل أن يُستشهد مع عائلته بعد ستة أيام. ورأت اللجنة أن هذا العمل أسمى وأجلّ من أن يخضع للتقييم، وقررت تكريمه خلال إعلان النتائج.
وحصلت الطالبة في دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت سالي عداسي، على جائزة تحمل اسم شيرين أبو عاقلة وهي جائزة تشجيعية مقدمة من الداعم الأسترالي مارتن روجان.
وتكونت لجنة الجائزة لهذا العام من: وليد العمري، محمد دراغمة، بسام عويضة عماد الأصفر، نبال ثوابتة، ناهد أبو طعيمة، بثينة سميري، ونردين الميمي.
وأكدت جامعة بيرزيت أن استمرار هذه الجائزة للعام الثالث يجسد التزامها بتخليد إرث شيرين أبو عاقلة، وترسيخ دور الإعلام الحر في مواجهة سياسات الاحتلال ومحاولاته المستمرة لطمس الحقيقة الفلسطينية.
