عقد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لقاءً مع نظيره الإيراني عباس عراقجي في جدة، حيث تم تناول تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة. جاء هذا اللقاء على هامش الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عُقد لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
خلال اللقاء، تم استعراض الأوضاع الكارثية في قطاع غزة المحاصر نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023. وقد أشار الوزير عبد العاطي إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين الذين يعانون من سياسة التجويع.
أكد عبد العاطي على المقترح الذي قدمته مصر وقطر لوقف إطلاق النار، والذي يهدف إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وضمان وصول المساعدات بشكل كافٍ. وقد أظهرت الإحصائيات أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن استشهاد أكثر من 62 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى إصابة نحو 158 ألف آخرين.
فيما يتعلق بالأوضاع في لبنان، جدد الوزير المصري موقف بلاده الثابت من ضرورة احترام السيادة اللبنانية ووقف التدخلات الخارجية. وأكد على أهمية انسحاب جيش الاحتلال من النقاط المحتلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وتطبيق القرار 1701 بشكل كامل.
كما تناول اللقاء الوضع في سوريا، حيث أكد عبد العاطي على رفض مصر لأي تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة الشعب السوري. وأشار إلى ضرورة دعم المؤسسات الوطنية اللبنانية للقيام بدورها في خدمة الشعب اللبناني.
فيما يخص الملف النووي الإيراني، بحث الوزيران الجهود المبذولة لخفض التصعيد وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد أكد الجانبان على أهمية إيجاد حلول سلمية للملف النووي بعيداً عن الحلول العسكرية.
تأتي هذه اللقاءات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تتهم دولة الاحتلال إيران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية، بينما تؤكد طهران أن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية. وقد شهدت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة جولات من المفاوضات غير المباشرة حول هذا الموضوع.
تعتبر هذه اللقاءات بين مصر وإيران خطوة مهمة لتعزيز التعاون الثنائي في مواجهة التحديات الإقليمية، خاصة في ظل الأوضاع المتدهورة في غزة ولبنان.