يؤكد الخبير البريطاني ديريك باوندر أن المأساة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال تمثل أقسى صورة لما يمكن أن يفعله شعب بشعب آخر. ويشير إلى أن معاناة الفلسطينيين تتجاوز الخسائر البشرية لتصل إلى غياب المساءلة وتلاشي العدالة.
يقول باوندر إن ما نراه من مأساة ليس سوى جزء من الصورة، بينما ما لا نراه هو أسوأ بكثير. ويعبر عن قلقه من غياب الصحافة الأجنبية عن غزة، حيث يمنع الاحتلال دخول الصحفيين الدوليين، مما يزيد من تعتيم الصورة.
ويحذر باوندر من أن الأوضاع الإنسانية في غزة تتدهور بشكل متسارع، مشيرا إلى أن ما يراه في الأراضي المحتلة هو مأساة متفاقمة تدور في حلقة من القمع والبؤس والاستغلال، وكل يوم يزداد الوضع سوءا.
يتحدث باوندر عن حجم الجرائم المرتكبة، حيث سُجّلت أعداد هائلة من الوفيات، كثير منها يرقى إلى جرائم حرب، ويشير إلى أن التحقيق في جميع هذه الجرائم يكاد يكون مستحيلا.
كما يكشف باوندر عن مشاركته في تحقيق حول استهداف الأطفال الفلسطينيين، حيث أظهرت النتائج أن 95 من الأطفال الذين تم فحصهم، معظمهم دون سن 12 عاما، قُتلوا برصاص في الرأس أو الصدر.
يصف باوندر مشهدا مؤلما يظهر مقتل طفل يبلغ عامين ووالده برصاص قناص إسرائيلي، حيث كان الأب يحاول حماية طفله بجسده، لكن الرصاصة اخترقت جسديهما على التوالي، مما يدل على استهداف متعمد.
يؤكد باوندر على ضرورة دخول خبراء الطب الشرعي الدوليين إلى غزة، مشددا على أن توثيق الجرائم يتطلب وجود فرق تحقيق مستقلة على الأرض، وإلا فلن يتوفر لدينا سوى القليل جدا من الأدلة الجنائية.
ويختتم حديثه بالتأكيد على أن مأساة غزة ليست مجرد أرقام أو إحصاءات، بل هي قصة إنسانية قاسية تكشف إلى أي مدى يمكن أن ينحدر الظلم عندما يُترك بلا رادع أو مساءلة.