
جيش الاحتلال يستعد لشن عملية عسكرية في رام الله
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين، اقتحام بلدات شمال غربي القدس ورام الله، وسط إجراءات عسكرية مشددة، وذلك في أعقاب عملية إطلاق النار التي وقعت صباح اليوم في القدس المحتلة وأسفرت عن مقتل ستة إسرائيليين وإصابة آخرين، فيما تترافق هذه التطورات مع تهديدات إسرائيلية بتصعيد العمليات العدوانية في منطقة رام الله.
وأمر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، بفرض طوق كامل على القرى التي خرج منها منفذا العملية، وذلك خلال جولة ميدانية قرب رام الله في محيط بلدات منفذي عملية إطلاق النار في القدس المحتلة، برفقة قادة عسكريين، حيث أجرى تقييمًا للموقف.
وبحسب صحيفة “معاريف”، فإن التقديرات تشير إلى أنّ الجيش الإسرائيلي سيصعّد خلال الساعات القريبة عملياته في منطقة رام الله، عبر حملة على مستوى لواء بمشاركة عدة كتائب، تشمل اقتحام المدينة ومناطق محيطة، بذريعة استهداف “التنظيمات العسكرية واللوجستية التابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي”.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدات قطنة وبدو والقبيبة، حيث نفذت عمليات دهم واعتقال تخللتها مواجهات وإطلاق كثيف لقنابل الغاز السام، ما أعاق وصول مركبات الإسعاف.
كما أغلقت مدخل بلدة بدو الرئيس (النفق) الواصل مع بلدة الجيب، وأغلقت كذلك حاجز عين سينيا شمال رام الله، بالتزامن مع تشديد إجراءاتها على حاجز عطارة، ما أدى إلى احتجاز عشرات المركبات وتسبب بأزمة مرورية خانقة.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنّ زامير شدد على مواصلة “جهد عملياتي واستخباراتي متواصل” لملاحقة ما وصفه بـ”البنى التحتية للتنظيمات المسلحة”. ونقل البيان عن زامير قوله: “نحن هنا بعد عملية صعبة جدًا في قلب القدس”.
وأضاف “أوعزت بفرض إغلاق كامل على المنطقة التي خرج منها المنفذون. سنواصل بجهد عملياتي واستخباراتي حازم ومتواصل، سنلاحق ’أوكار الإرهاب‘ في كل مكان، وسنحبط البنى التحتية ومُنظمي العمليات”. وتابع: “علينا أن نتعلم ونحقق ونستخلص الدروس”.
واستطرد زامير “نحن في ذروة يوم من النشاط المكثف في جميع الجبهات، نوسع عملنا من أجل هزيمة حماس ونعمل بشكل هجومي ونتخذ زمام المبادرة في كل مكان”. وأضاف: “تم تحييد المنفذ على يد مقاتل من لواء الحشمونائيم ومدني آخر”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال “يستعد لعملية عسكرية واسعة النطاق” في منطقة رام الله، بذريعة أن منفذي عملية إطلاق النار في القدس خرجوا من بلدات قريبة. ونفذ جيش الاحتلال في أعقاب العملية، عمليات “تمشيط واعتقالات” في بلدتي قطنة والقبيبة، مشيرة إلى أن التقديرات الأمنية تدفع نحو “توسيع العملية لتشمل عمق مدينة رام الله”.
ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى تحذيرات أمنية من “تمدّد نفوذ حركتي حماس والجهاد الإسلامي في محيط رام الله”. وعُلم أن منفذي العملية هما الشابان مثنى ناجي عمرو (20 عاما) من القبيبة، ومحمد بسام طه (21 عامًا) من قطنة، وقد استشهدا برصاص جندي ومستوطن مسلح خلال تنفيذ العملية. وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن منفذي العملية حاولا الصعود إلى حافلة قرب محطة مكتظة، قبل أن يواصلا إطلاق النار باتجاه المتواجدين في المكان.