عبد الملك الحوثي: واشنطن شريكة “إسرائيل” في مجازرها.. وحزب الله الحصن المنيع للأمة
أكد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، أنّ العدوّ الإسرائيلي يواصل تصعيده الوحشي وعدوانه القائم على الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ جريمة التجويع والحصار والتعطيش تتفاقم بشكل مستمر بالتزامن مع هجمة مركّزة على مدينة غزة.
وشدّد على أنّ “الدعم الأميركي المفتوح هو ما يمنح الكيان الإسرائيلي الغطاء للاستمرار في جرائمه”، مؤكّداً أنّ الولايات المتحدة شريك كامل للعدو الإسرائيلي على كافة المستويات، وأنّ كلما تمادى الاحتلال في جرائمه، قدّم الأميركي المزيد من الدعم السياسي والعسكري والمعنوي.
واستدلّ على ذلك باستخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار ورفع القيود عن المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أنّ الأميركي “يصرّ على استمرار العدوان والحصار وتجويع أطفال غزة”، إلى جانب زيارة وفد ضخم من الكونغرس وإقرار صفقة أسلحة لتعزيز قدرات الاحتلال.
أكد عبد الملك الحوثي، أنّ حزب الله كان وما يزال الحصن المنيع للأمة العربية والإسلامية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّ بعض الأنظمة العربية واصلت تآمرها المكثف مع الاحتلال الإسرائيلي على حساب سيادة الأمة ومصالح شعوبها.
وتناول الحوثي خلال كلمته التطورات الأخيرة في غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا، إلى جانب مواقف الحكومة اللبنانية والتوجهات الأميركية في المنطقة، مؤكداً أنّ المقاومة اللبنانية وحزب الله لعبوا دوراً أساسياً في حماية المنطقة وردع العدوان.
أكد الحوثي أنّ “العدو الإسرائيلي في لبنان يواصل عدوانه بالغارات الجوية واستهداف المدنيين”، مشيراً إلى ارتكابه مجزرة بحق عائلة في بنت جبيل ومناطق أخرى، إلى جانب تكثيفه عمليات إحراق الأحراش في الحافات الأمامية واستهداف المدنيين في الجنوب.
وأضاف أنّ الاحتلال يقوم “بتفجير ونسف المنازل في بعض القرى الحدودية”، معتبراً أنّ هذه الاعتداءات “تنتهك بشكل كامل الاتفاق مع الدولة اللبنانية”.
وانتقد الحوثي مواقف الحكومة اللبنانية، قائلاً إنّها “ذليلة خاضعة وضعيفة لا ترقى إلى مستوى المسؤولية”، مضيفاً أنّها “تقدّم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي ولا تحمي السيادة اللبنانية”.
واعتبر أنّ حزب الله والمقاومة في لبنان كان لهم الدور الأساس في حماية المنطقة من المشروع الأميركي – الإسرائيلي، مشدداً على أنّ الحزب “كان الحصن الحصين والسد المنيع للأمة”، فيما واصلت بعض الأنظمة العربية “التآمر مع العدو الإسرائيلي”.
كذلك، أشار الحوثي إلى أنّ “العدو الإسرائيلي مستمر في الاستباحة الكاملة لسوريا”، في وقت لا تعتبر فيه الجماعات المسيطرة على البلاد الاحتلال عدواً لها، بل تسعى للتنسيق معه أمنياً.
وأوضح أنّ “إسرائيل تعمل ضمن مشروعها في ممر داوود للوصول إلى نهر الفرات”، مؤكداً أنّ استمرار الجماعات في “اضطهاد الأقليات ودفعها إلى أحضان العدو يتم في إطار المخطط الصهيوني”.
توقف الحوثي عند تصريحات المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان، معتبراً أنّها “تعبر بوضوح عن السياسة الأميركية الرسمية تجاه المنطقة”، وأنّها تكشف أنّ “إسرائيل قصة مختلفة وحليف استراتيجي مهم للأميركيين”.
وأضاف أنّ واشنطن لا ترى في الأنظمة العربية سوى “بقرة حلوب”، بينما تعتبر إسرائيل شريكاً استراتيجياً ذا مكانة خاصة.
ووصف “السلام مع إسرائيل” بأنّه “سلام موهوم يلهث وراءه العرب”، مستشهداً بتصريحات المبعوث الأميركي الذي أكد أن “الصراع ليس على الحدود بل على الهيمنة والسيطرة”.
تطرق الحوثي إلى الاعترافات الغربية الأخيرة بدولة فلسطين، مؤكداً أنّها “مجرد مسألة قائمة في الأمم المتحدة منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال إنّ “عنوان حل الدولتين يعني دولة فلسطينية شكلية منزوعة السلاح، خاضعة للمصالح الإسرائيلية، ومحدودة في جزء يسير من فلسطين”.
وأشاد الحوثي بصمود فصائل المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أنّ “كتائب القسام وسرايا القدس تواصل عملياتها بفاعلية عالية وتكبّد العدو خسائر فادحة بإمكانيات محدودة”.
وبيّن أنّ العمليات تضمنت القنص، نصب الكمائن، تفجير عبوات وحقول ألغام، وعمليات إغارة هجومية، إضافة إلى هجمات صاروخية على تجمعات قوات الاحتلال ومغتصبات الغلاف، ما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من عشرين جندياً وضابطاً إسرائيلياً.
وأشار الحوثي إلى أنّ صمود الشعب الفلسطيني وثبات مجاهديه بدأ يؤتي ثماره داخلياً في كيان الاحتلال، حيث بدأت “هجرة معاكسة غير مسبوقة” تتسع دائرة اليأس في أوساط الصهاينة.
واعتبر أنّ تهرب الجنود أصبح “ظاهرة منتشرة في أوساط العدو” وهو من تأثيرات صمود غزة وتضحيات المجاهدين، متسائلاً: “إذا كان هذا هو تأثير صمود غزة وحدها، فكيف سيكون الحال لو تحركت الأمة بكلها وامتدت دائرة الاستبسال والتضحية؟”
كما أشاد الحوثي بالمظاهرات الداعمة لغزة التي خرجت في البحرين ولبنان وتونس والمغرب واليمن، إضافة إلى تحركات في 19 بلداً في أوروبا وأميركا.
وأوضح أنّ “أسطول الصمود انطلق بـ43 سفينة من إسبانيا وإيطاليا وتونس، ومن المقرر أن تنضم إليه 6 سفن أخرى من اليونان”، مؤكداً أنّ الناشطين يسعون إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.