منذ عامين تواصل وكالة الإمارات للمساعدات الدولية مؤازرتها لقطاع غزة
منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة، تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة المشهد الإنساني، عبر عملية «الفارس الشهم 3» التي انطلقت في 5 نوفمبر 2023 ،حيث جمعت بين القوافل البرية، السفن البحرية، الإسقاطات الجوية، والمشاريع الحيوية تلبية لاحتياجات سكان القطاع.
وفي خطوة تترجم نهج الإمارات الثابت في دعم القضية الفلسطينية بذلت الإمارات جهوداً سياسية ودبلوماسية من أجل مواصلة تدفق هذه المساعدات، إنطلاقاً من توصيات رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لحشد كافة الطاقات والإمكانيات لمساندة الغزيين في أزمتهم عبر العمل بمختلف الطرق، وبالتحالف مع الدول الشقيقة والصديقة.
ونجحت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية على مدار أكثر من 702 يوم في مؤازرة القطاع، حيث شكلت
المساعدات الإماراتية نحو 44% من إجمالي المساعدات المقدمة للغزيين، وفقاً للتقديرات الأممية،
بتكلفة تجاوزت 1.8 مليار دولار خلال العامين.
تميزت الإمارات في تقديم الاستجابة السريعة لسكان القطاع، لتكون من أوائل الدول التي استجابت
عبر توفير المساعدات للعائلات المتضررة في مختلف المناطق، حيث ضمت المساعدات آلاف الأطنان من المواد الغذائية وآلاف الشحنات المحملة بالخيام والطرود الغذائية والملابس وغيرها.
عملية ” طيور الخير”
وفي 29 فبراير من عام 2024 ، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع انطلاق عملية “طيور الخير”، لإنزال المساعدات بواسطة طائرات القوات الجوية الإماراتية وكذلك المصرية، على مناطق
شمال القطاع في مناطق جباليا وبيت لاهيا، عبر 3 طائرات حملت نحو 36 طناً من المساعدات، وهي
العملية الأولى .
في إطار عمليات “طيور الخير” وضمن عملية “الفارس الشهم 3″، نُفذ 81 عملية إسقاط حتى الـ26 من أغسطس الماضي بالتعاون مع الأردن ومصر .
هدفت عملية “طيور الخير” إلى تسريع إيصال المساعدات العاجلة للمحتاجين والوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول لها في قطاع غزة، حيث تُسقط هذه المساعدات في صناديق مجهزة بتقنية توجيه عبر نظام «GPS»، لضمان وصولها بشكل دقيق.
كما استطاعت فرق عملية “الفارس الشهم 3” التطوعية تنفيذ حملاتها لتوزيع المساعدات الإنسانية على العائلات في مختلف المحافظات ومراكز الإيواء، شاملة خيام الإيواء والملابس والكسوة الشتوية، إلى جانب مستلزمات الأطفال الأساسية.
مساعدات بحرية وشراكات فاعلة
وعلى صعيد الشراكات الإنسانية الفاعلة الهادفة لدعم سكان غزة، عملت الإمارات على تقديم الدعم لصندوق ” أمالثيا ” الذي أعلنت عنه جمهورية قبرص لمساندة مبادرة الممر البحري بين الموانئ القبرصية وقطاع غزة، عن طريق تخصيص مبلغ 15 مليون دولار أمريكي، وقد انبثقت هذه المساعدة من رؤية الإمارات الحريصة على معالجة الوضع الإنساني الكارثي المتفاقم في قطاع غزة من خلال هذا النهج التعاوني الدولي متعدد الأطراف.
عملت الإمارات بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وجمهورية قبرص والأمم المتحدة وعدد من المانحين على إيصال أكثر من 2176 طناً من الإمدادات الغذائية بحراً إلى قطاع غزة، بالشراكة مع وكالة «أنيرا» لمساعدة اللاجئين. كما استكملت، بالتعاون مع مؤسسة المطبخ المركزي العالمي، توصيل 300 طن إضافية إلى شمال القطاع.
منح لمواجهة الأزمة
لتقديم الدعم العاجل،خصصت الإمارات في أكتوبر 2023 مبلغ 20 مليون دولار لمواجهة الظروف الإنسانية الصعبة في قطاع غزة. وفي فبراير 2024، أعلنت عن تخصيص 5 ملايين دولار لدعم جهود سيغريد كاج كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
وتأكيداً على التزامها المستمر، أعلنت مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” عن منحة بقيمة 43 مليون درهم (11.7 مليون دولار) لتوفير الدعم الغذائي المباشر لسكان غزة، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.
يأتي هذا المشروع استكمالاً لجهود إماراتية متواصلة شملت إنشاء محطات للتحلية وإدخال خزانات وصهاريج وصيانة الآبار، ليشكل طوق نجاة لسكان القطاع ويخفف من حدة أزمة المياه التي يعاني منها مئات آلاف النازحين.
ولم تتوقف الإمارات عند هذه الحدود، بل وسعت جهودها لتشمل البلديات والهيئات المحلية في قطاع غزة، من خلال توفير صهاريج لنقل المياه والصرف الصحي، ومعدات أساسية للبلديات. كما تم تنفيذ خطة “إسعاف الكارثة المائية”، تم بموجبها إصلاح وتشغيل الآبار المركزية المتوقفة في جميع محافظات قطاع غزة.
أزمة الخبز
وتصدت الإمارات مبكراً بكل الوسائل الممكنة للأزمة الناجمة عن النقص الحاد في مادة الخبز فأرسلت عدداً من المخابز الأوتوماتيكية إلى داخل القطاع، لتأمين الاحتياجات اليومية لأكثر من 72 ألف شخص، كما توفر الطحين لعشرات المخابز القائمة في غزة لتوفير الاحتياجات اليومية للسكان.
دعم الصحة
وعلى الصعيد الصحي، حرصت الإمارات على تقديم الإغاثة وتنويعها وفقاً للأولويات تلبية لنداء الجرحى والمصابين، ولعبت الإمارات في دعم القطاع الصحي دوراً ملموساً ومؤثراً، حيث قدمت آلاف الأطنان من المساعدات الطبية، بما في ذلك الأدوية والإسعافات والمستلزمات والأجهزة الطبية، إلى جانب الإسهام في إعادة تأهيل وتوسعة المستشفيات والمراكز الصحية التي تضررت خلال الحرب.
وقامت هيئة الهلال الأحمر الإمارتي بتوجيهات من الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ببناء المستشفى الإماراتي الميداني في ديسمبر/كانون الأول 2023، لتوفير الخدمات الطبية لمختلف الأعمار، وتم إنشاؤه في جنوبي غزة بإشراف فريق طبي إماراتي بسعة 200 سرير، يضم أكثر من 100 من الأطباء والممرضين وصيادلة وفنيي مختبر، ما ساهم في معالجة آلاف الحالات . في حين جهزت عملية ” الفارس الشهم 3″، المستشفى العائم في مدينة العريش المصرية في عام 2024، والذي يضم 100 سرير، ويبذل فريق العمل جهودا مضنية على مدار الساعة لتأدية مهمتهم الإنسانية.
لم تغفل الإمارات عن الأطفال، حيث أطلقت حملة تطعيم طارئة ضد شلل الأطفال، استهدفت أكثر من 640 طفل دون سن العاشرة عبر جرعتين من لقاح شلل الأطفال، وأتت هذه الحملة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و”اليونيسف” و”الأونروا بتنظيم متطوعي عملية “الفارس الشهم 3” ومساعدة الطواقم الطبية.
ونظراً للضغوطات التي تواجه المنظومة الصحية في القطاع، فقد وجه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم العلاج للجرحى والمرضى المصابين بأمراض السرطان، فيما تم تنفيذ عمليات إجلاء متعددة ،كما تم نقل وإيواء عدد كبير من المصابين لتلقي العلاج في مستشفيات إماراتية، بإشراف طواقم طبية متخصصة.
هذا وقدمت الإمارات ضمن مبادرة “الفارس الشهم 3” دعماً للمصابين في غزة عبر توفير أطراف صناعية متطورة لمبتوري الأطراف جراء الحرب، مع تقديم الدعم النفسي والتأهيل الطبي، بهدف تمكينهم من استعادة جزء من حركتهم واعتمادهم على أنفسهم وتحسين جودة حياتهم.
جهود مجتمعية
وأطلقت الإمارات حملــة “تراحــم مــن أجــل غــزة” لجمــع سلال المســاعدات الإنســانية، وتــم جمع أكثر من 71 ألف سلة، بمشاركة 24 ألف متطوع، و20 مؤسسة إنسانية، فيما نجحت المؤسسات والجمعيات الخيرية الإماراتية بتنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع، شملت حفر آبار مياه، وتقديم شاحنات محملة بالطحين، لإعادة تشغيل المخابز المتوقفة عن العمل، كما قامت بتوزيع حقائب مدرسية للطلبة، ضمن مبادرة لدعم التعليم في غزة، فضلاً عن دعم تكيات الطعام في مخيمات النزوح لمواجهة أزمة الجوع في قطاع غزة.
ختاماً، فإن العطاء الإماراتي لغزة لم يبدأ اليوم، فله جذور ضاربة في التاريخ، ومواقف لا تُحصى يعرفها الفلسطينيون جيداً، إذ ترى الإمارات في دعم الأشقاء واجباً لا منّة فيه، نابعاً من قيم غرسها الآباء المؤسسون وجعلت منها وطناً للإنسانية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.