وصل وفد قيادي من حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول ترتيبات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما أكد قياديان في الحركة لوكالة فرانس برس.
وقال القيادي في حماس طاهر النونو إن الوفد، برئاسة خليل الحية، وصل ليل أمس إلى القاهرة، حيث يعقد اليوم اجتماعات مهمة مع جهاز المخابرات المصرية تتعلّق بـ”الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف النار”.
وأوضح النونو أن اللقاءات تهدف أيضًا إلى مناقشة بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر، بعد حرب مدمرة استمرت عامين، مشيرًا إلى أن وفد الحركة سيطلع الجانب المصري على “تفاصيل الخروقات والجرائم الإسرائيلية، وآخرها استهدافات أمس السبت”.
وأشار إلى أن 21 شهيدًا على الأقل سقطوا، السبت، جراء ضربات إسرائيلية، وفق الدفاع المدني في غزة، بينما زعم الاحتلال أن هجماته جاءت ردًا على عملية لحماس، معلنًا قتل خمسة من عناصر الحركة.
ووفق مصادر مطلعة داخل حماس، تواصل الحركة البحث عن ثلاث جثث لرهائن إسرائيليين لا تزال داخل القطاع، على أن تُسلّم كآخر دفعة ضمن اتفاق تبادل الرهائن والجثث والمعتقلين.
وأكد قيادي آخر في الحركة أن اللقاءات في القاهرة ستتناول أيضًا تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية المستقلة التي ستتولى إدارة قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية مع فصائل فلسطينية بينها الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، لجان المقاومة الشعبية، والمبادرة الوطنية، لبحث مستقبل إدارة القطاع.
كما يجري العمل على ترتيب لقاء قريب بين حركتي فتح وحماس ضمن جهود معالجة الوضع الداخلي الفلسطيني. وكانت الحركتان قد اتفقتا العام الماضي على تشكيل لجنة إدارية مستقلة تضم شخصيات مهنية غير حزبية لإدارة غزة مؤقتًا بعد الحرب.
واستند اتفاق وقف إطلاق النار إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أيّدها مجلس الأمن، وتشمل تشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية بمشاركة خبراء دوليين لتسيير شؤون القطاع، وقوة استقرار دولية لحفظ الأمن، و”مجلس سلام” يشرف على تنفيذ الخطة برئاسة ترامب.
اتصال مصري–قطري لتثبيت وقف النار
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس مجلس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بحثا خلاله أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة ومنع الخروقات التي قد تُقوّض الجهود الجارية.
وشدد الوزير المصري على استمرار التنسيق بين مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ، وعلى ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الأخير وتمكين قوة تثبيت الاستقرار الدولية من أداء مهامها في القطاع.

