تتزايد الدعوات الدولية للإفراج عن الأسير مروان البرغوثي، في ظل النقاشات المحتدمة حول مستقبل القيادة الفلسطينية. يُنظر إلى البرغوثي كشخصية بارزة قادرة على توحيد الصف الفلسطيني وإعادة إحياء مسار السلام، بينما ترفض إسرائيل الإفراج عنه رغم تدهور أوضاعه الصحية في السجن.
أشارت افتتاحية إلى أن الإفراج عن البرغوثي، المعتقل منذ أكثر من عقدين، يمثل عنصراً أساسياً لتحقيق السلام الذي تسعى إليه الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط. وأضافت أن الفلسطينيين بحاجة ماسة إلى الأمن والمساعدة الإنسانية وإعادة الإعمار، بالإضافة إلى أفق سياسي واضح.
وأكدت أن الدولة الفلسطينية حظيت بدعم دولي واسع النطاق لم يكن متوقعاً في السابق، نتيجة للحرب المستمرة منذ سنوات. وترى الصحيفة أن مستقبل الفلسطينيين السياسي مرتبط بشكل وثيق بمصير البرغوثي الشخصي.
وأوضحت أنه بعد أكثر من عقدين في السجن، لا يزال البرغوثي، البالغ من العمر 66 عاماً، الشخصية الأبرز القادرة على توحيد الفصائل الفلسطينية المتناحرة. وعلى الرغم من كونه عضواً في حركة فتح، إلا أنه انتقد ممارسات السلطة الفلسطينية ويحظى باحترام واسع في صفوف حركة حماس.
وأشارت إلى أن البرغوثي قاد الأسرى الفلسطينيين في السجون، بينما يُنظر إلى القيادات التقليدية في السلطة الفلسطينية على أنها غير فعالة وغير خاضعة للمساءلة، وتعمل كوكلاء أمنيين لإسرائيل في الضفة الغربية.
وأوضحت أن الاعتقاد بإمكانية البرغوثي في تحفيز الحياة السياسية الفلسطينية وخلق الزخم اللازم لإقامة الدولة وتحقيق السلام الدائم، هو الدافع وراء الحملة الدولية المطالبة بالإفراج عنه، والتي تحظى بدعم شخصيات بارزة وقادة عالميين سابقين.
وأشارت إلى أن البرغوثي طالما أيد حل الدولتين، وتواصل مع مسؤولين إسرائيليين وتعلم اللغة العبرية. وقد أُدين في محاكمة انتقدها خبراء قانونيون بتهمة إصدار أوامر بشن هجمات أسفرت عن مقتل مدنيين خلال الانتفاضة الثانية. وعلى الرغم من ذلك، أُطلق سراح مدانين بجرائم مماثلة، بينما تصر إسرائيل على عدم إطلاق سراح البرغوثي.
وأكدت أن البرغوثي يمثل بالنسبة للفلسطينيين طريقاً نحو تحقيق حقوقهم المشروعة. وقد تحول العديد من القادة، بمن فيهم في إسرائيل، من الكفاح المسلح إلى العمل السياسي. ولطالما اشتكت إسرائيل من عدم وجود شريك حقيقي للسلام، إلا أن إطلاق سراح البرغوثي قد يغير هذه المعادلة.
وأشارت إلى أن إطلاق سراح البرغوثي سيشير إلى قدرة إسرائيل على التفكير في إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر ترفضه الحكومة الإسرائيلية الحالية. ولهذا السبب، لن يتم إطلاق سراحه إلا بضغط خارجي.
وأوضحت أن أوضاع السجناء الفلسطينيين تدهورت بشكل كبير، وأن البرغوثي تعرض لمعاملة قاسية من قبل الحراس. وهناك مخاوف من أن الحكومة الإسرائيلية ستوافق على مشروع قانون يلزم بـ”عقوبة الإعدام للإرهاب”، مما يجعل قضية إطلاق سراح البرغوثي أكثر إلحاحاً.
من جهة أخرى، ذكر تقرير أن أول ظهور علني للبرغوثي منذ سنوات أظهر تدهوراً في حالته الصحية وتعرضه لتوبيخ من مسؤول حكومي إسرائيلي. وأضاف التقرير أن البرغوثي، المناصر لحل الدولتين والمؤيد للمقاومة المسلحة، يتفوق على جميع المرشحين الفلسطينيين الآخرين في استطلاعات الرأي.
وأشار التقرير إلى أن البرغوثي لم يظهر إلا في صور ومقاطع فيديو قليلة خلال السنوات الماضية، وأن عائلته ومحاميه أفادوا بتعرضه للتمييز والإساءة من قبل حراس السجن.
وأكد التقرير أن ترامب أثار احتمال إطلاق سراح البرغوثي كجزء من صفقة تبادل أسرى لإنهاء الحرب في غزة، إلا أن إسرائيل رفضت إطلاق سراحه في إطار أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
ونقل التقرير عن محللين قولهم إن إسرائيل لا ترغب في إطلاق سراح البرغوثي لأنه يمثل شخصية موحدة للفلسطينيين، وهو ما لا يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي.
وأشار التقرير إلى أن الفصائل الفلسطينية لم تتوصل إلى اتفاق بشأن من سيحكم غزة، وأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يبلغ من العمر 90 عاماً ولا تزال خطة الخلافة غير واضحة.
وأوضح التقرير أن البرغوثي حصل على دعم يعادل دعم المرشحين الثاني والثالث مجتمعين في استطلاع رأي حديث، وأنه يتمتع بسجل حافل في توحيد الفصائل الفلسطينية المتعارضة داخل السجون.
وأكد التقرير أن حكومة نتنياهو تعارض بشدة إطلاق سراح البرغوثي، بحجة أنه سيشكل خطراً كشخص حر. وأشار إلى أن البعض في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لديهم وجهة نظر مختلفة، حيث يرون أن إطلاق سراحه قد يساهم في تحقيق السلام.
وأوضح التقرير أن موقف الحكومة الإسرائيلية لا يظهر أي علامات على التغيير، وأن الأمر سيحتاج إلى ضغط من رئيس أمريكي لإقناع إسرائيل بأن إطلاق سراح البرغوثي يخدم مصالح الطرفين على المدى الطويل.
وأشار التقرير إلى أن رسومات البرغوثي تزين جدران الضفة الغربية، وأنه كان ناشطاً طلابياً ومنظماً سياسياً بارزاً خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وأضاف التقرير أنه خلال الانتفاضة الثانية، اتهمت إسرائيل البرغوثي بقيادة كتائب شهداء الأقصى، التي نفذت هجمات على إسرائيليين. وفي مقال رأي، كتب البرغوثي أن الاحتلال الإسرائيلي يمثل أكبر عقبة أمام إقامة دولتين مستقلتين.
وذكر التقرير أن البرغوثي اعتقل وأُدين بالقتل لتورطه المزعوم في هجمات على مدنيين، إلا أنه نفى صلته بهذه الهجمات. وأشار التقرير إلى أن آراء البرغوثي ظلت ثابتة نسبياً داخل السجن، وأنه قاد صياغة وثيقة الأسرى الفلسطينيين التي تدعو إلى حل الدولتين.
وأكد التقرير أن البرغوثي قال في مقابلة من السجن إن الوحدة الوطنية شرط أساسي لتعزيز القضية الفلسطينية، وأن الاستمرار في المفاوضات مع إسرائيل في غياب دعم دولي حقيقي لا طائل منه. وأضاف أن السجن عزز إيمانه بعدالة القضية الفلسطينية.
وأشار التقرير إلى أن البرغوثي كان محتجزاً مع بقية السجناء طوال فترة اعتقاله، وأنه كان يكرس وقته لتثقيف نفسه والآخرين، حيث كان يقرأ ما معدله سبعة أو ثمانية كتب شهرياً ويلقي محاضرات لزملائه السجناء.

