Site icon تلفزيون الفجر

حماس والجهاد ترحبان برغبة ترامب تسريع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

رحّبت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، بما نقلته القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين بالبيت الأبيض من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد تحقيق تقدم أسرع باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال الناطق باسم “حماس” في غزة حازم قاسم “نحن مع أي جهد للمضي قدما في مراحل اتفاق وقف إطلاق النار باستحقاقاتها المختلفة”.

وأضاف “الأمر لا يتعلق بتسريع اتفاق وقف إطلاق النار، وإنما بتنفيذ ما جاء به، والأصل أن يتم الانتقال للمرحلة الثانية بعد أن تم إنجاز المرحلة الأولى، والتزام حماس بتسليم الأسرى الأحياء والجثث، وبالتالي هناك استحقاق بموجب ذلك للذهاب للمرحلة الثانية”.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين بالبيت الأبيض قولهم إن ترامب يريد أن يتقدم اتفاق وقف إطلاق النار بوتيرة أسرع، وإن الشهر القادم (يناير/كانون الثاني) سيشهد إعلان مجلس السلام وحكومة تكنوقراط وقوة استقرار بالقطاع.

وبخصوص تسليم آخر جثة لأسير إسرائيلي في غزة، يؤكد قاسم أن “هذا الأمر ليس شرطا من أجل الانتقال للمرحلة الثانية، وإنما شرط اختلقته إسرائيل لإعاقة الدخول بها. أما الأصل فهو أن يتم البدء بتفاصيل المرحلة الثانية بمجرد تسليم الأسرى الأحياء والأموات، ولكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعيق ذلك من أجل مصالحه السياسية وحساباته الداخلية”.

ووفقا لمسؤولين أميركيين، فإن فريق ترامب يزداد استياء من خطوات نتنياهو التي تُقوّض الاتفاق، اتهم أحد المسؤولين الأميركيين إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وخرقه أحيانا، في حين قال مسؤول آخر “يبدو أن الإسرائيليين يندمون على اتفاق غزة منذ فترة”.

وفي هذه الأثناء، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن هناك تباينا في المواقف بين مبعوث الرئيس الأميركي ستيفن ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر من جهة وموقف نتنياهو بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ويتعثر الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة رغم مرور زهاء 3 أشهر على بدء تنفيذ المرحلة الأولى منه، في وقت تتصاعد فيه مؤشرات على أن الجمود ليس تقنيا بقدر ما يرتبط بحسابات إسرائيلية داخلية، وبسقف الشروط التي تطرح لاستكمال الاتفاق.

وبشأن موقف حماس من “مجلس السلام”، يقول الناطق قاسم “ينبغي أن يكون لهذا المجلس دور إشرافي على موضوع إعادة الإعمار، وإغاثة قطاع غزة، وترتيبات ذلك وتجنيد الإرادة الدولية من أجل سرعة الإنجاز”، بينما إدارة الشأن الداخلي فيجب أن تكون فلسطينية خالصة كما تم التوافق عليه.

ويتفق الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، محمد الحاج موسى، مع قاسم على ضرورة “تشكيل حكومة تكنوقراط وطنية فلسطينية”، موضحا أن مهمة هذه الحكومة “محددة بإدارة المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار”.

ويقول الحاج موسى “يجب أن تتكون هذه الحكومة من كفاءات وتكنوقراطيين فلسطينيين مستقلين من أهل غزة، لضمان فهمهم لخصوصية الواقع ومعاناتهم المباشرة”.

ويضيف “يجب إعلان هذه الحكومة وتفويضها من جسم فلسطيني شرعي وتمثيلي، يحظى بإجماع وطني، حفاظا على القرار الوطني الفلسطيني المستقل”.

وتستمر دولة الاحتلال في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وبحسب توثيق وزارة الصحة فقد استشهد وأصيب مئات الغزيين منذ التوصل للاتفاق في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، علاوة على عمليات النسف التي لا تتوقف لما تبقى من منازل ومبان في مدينة رفح وشرق القطاع وشماله.

وأثبتت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، الكبريان بين فصائل المقاومة الفلسطينية، التزامهما بما وافقتا عليه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وعدم الانجرار وراء الخروق الإسرائيلية اليومية والمتكررة.

ويقول الناطق الحاج موسى “العالم أجمع يشهد أن الاحتلال لم يلتزم بتنفيذ الاتفاق ولا حتى بتطبيق بنود المرحلة الأولى منه، والأخطر من ذلك، أنه خرق وقف إطلاق النار بشكل متكرر، واستمر بممارسة جرائمه اليومية ضد شعبنا وأرضنا، وهو ما يفقد الاتفاقيات مصداقيتها ويضع المسار كله على حافة الهاوية”.

ورغم ذلك، يؤكد “التزام الجهاد الإسلامي الثابت بالاتفاقيات الموقعة”، ويطالب بالإسراع بتطبيق المرحلة الثانية، “التي يجب أن تفضي بشكل واضح وحتمي إلى انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، وفتح معبر رفح والمعابر كافة، وإدخال المواد الإغاثية دون قيود، وتأمين عودة النازحين إلى مناطقهم”.

ويشدد الحاج موسى على رفض حركته “لكل حديث عن نزع سلاح المقاومة”، وأضاف “نرفض الشروط التي يضعها الاحتلال لعرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية، ونحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية إلزام حكومة الكيان وجيش الاحتلال بتنفيذ الاتفاق كاملا”.

ويتابع “الوقائع تثبت أن أميركا تتواطأ بشكل صارخ مع الاحتلال، وتغطّي على خروقه اليومية، متخلية عن دور الضامن والوسيط النزيه، مما شجّع الاحتلال على المزيد من التمادي والعدوان”.

ويرهن الناطق نجاح الاتفاق “بالتنفيذ الكامل لاستحقاقاته، وبوقف كل أشكال التواطؤ الأميركي والصمت الدولي إزاء الجرائم التي يرتكبها الكيان”.

Exit mobile version