مجلة أمريكية: خطاب نتنياهو أمام الكونغرس لن يكون له أهمية
أكدت مجلة “ذا أتلانتيك” الأميركية، أنّ الخطاب الذي يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلقاءه أمام الكونغرس “لن يكون له أي أهمية”، واصفةً نتنياهو بـ”سيد التصريحات الكبرى، التي لا تساوي إلا القليل”، وذلك قبل ساعات على موعد كلمته.
وفي مقال جديد هاجمت فيه نتنياهو، وكتبه الصحافي الأميركي يائير روزنبرغ، ذكّرت المجلة بما قاله نتنياهو أمام الكونغرس في عام 2009، عندما كان مرشحاً لرئاسة الحكومة الإسرائيلية.
وكان نتنياهو تحدّث حينها عن “القضاء على التهديد”، معتبراً أنّ “عملاً واحداً يمكن أن يحقق هذا الهدف، وهو الإطاحة بحركة حماس في قطاع غزة”.
وبعد أشهر على إطلاقه هذا الوعد أمام الكونغرس، تولى نتنياهو رئاسة الحكومة في إسرائيل، إلا أنّه لم يتمكّن من إسقاط حماس، كما أوردت الصحيفة.
اليوم، بعد 15 عاماً على ذلك الخطاب، تخللتها حروب متعددة ضدّ المقاومة في قطاع غزة، وبعد نحو 10 أشهر على الحرب التي يمثّل أحد أهدافها المعلَنة القضاء على حماس، من المرتقب أن يلقي نتنياهو كلمةً أمام جلسة مشتركة للكونغرس.
ووفقاً لـ”ذا أتلانتيك”، فإنّ نتنياهو سيكون بهذا “أول مسؤول غير أميركي يلقي خطاباً أمام الكونغرس 4 مرات، أكثر مما فعل وينستون تشرتشل”.
ومع ذلك، “لن تكون هناك أي أهمية لأي من كلماته”، بحسب ما رأته المجلة.
المجلة أكدت أنّ عدم اكتساب خطاب نتنياهو أهميةً لا يرجع إلى أنّه “يأتي في ظل اضطرابات انتخابية غير عادية” فقط، موضحةً أنّه سوف يُنسى لسبب “أكثر جوهريةً”.
ولدى تناولها هذا السبب، أوضحت المجلة أنّ كلمات نتنياهو “تجتذب اهتماماً فورياً، وتتجاوز هذا الاهتمام بحيث يكون لها تأثير ضئيل فقط، على الرغم من أنّه جيد جداً في إلقاء التصريحات”.
وذكّرت “ذا أتلانتيك” أيضاً بالخطاب الأخير الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس في عام 2015، والذي سعى من خلاله “للضغط ضد الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، مع إيران”.
في السياق نفسه، أوضحت المجلة أنّ نتنياهو “لم يكن لديه أبداً النفوذ الكافي في الكونغرس على نحو يتيح له تحدي الاتفاق بجدية”، بحيث “كان خطابه يدور حوله هو، وحول تعزيز مكانته في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، وليس حول تغيير مسار الدبلوماسية الأميركية”.
وأضافت ساخرةً أنّ خطابات نتنياهو “المهمة، التي لا حصر لها في إسرائيل والولايات المتحدة والأمم المتحدة، لأكثر من عقد من الزمن، اتّبعت هذا النمط، حيث يستخدم خطاباته لتلميع سمعته كرجل دولة، في حين أنّ كلماته لا ترتبط بأي نتائج في العالم الحقيقي إلا بشكل ضعيف”.
وأمام كل ذلك، خلصت “ذا أتلانتيك” إلى أنّ “المهم ليس الكلمات التي يقولها نتنياهو، بل الأفعال التي يقوم بها في نهاية المطاف.. أما الباقي فهو مجرد ضوضاء، ومثل خطابه اليوم، يمكن تجاهله بأمان”.