تتأثر أسعار النفط بشكل كبير بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، مما يجعلها عرضة للتقلبات المستمرة ففي الآونة الأخيرة، تزامنت الارتفاعات في الأسعار مع تراجع المخزونات الأمريكية وزيادة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى التطورات الاقتصادية في دول رئيسية مثل الصين.
وشهدت الأسعار ارتفاعاً خلال تعاملات اليوم، حيث ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.20% ليصل سعر البرميل إلى 70.53 دولاراً، في حين صعدت العقود الآجلة لخام “برنت” بنسبة 0.15% ليبلغ سعر البرميل 74.33 دولاراً.
تأتي هذه الزيادة بعد إعلان معهد البترول الأمريكي يوم أمس عن تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 1.58 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، إضافةً إلى انخفاض مخزونات البنزين بمقدار 5.9 مليون برميل، بينما كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع المخزونات وقد أضاف هذا التراجع ضغطاً على الإمدادات المتاحة، مما أسهم في رفع الأسعار.
وتأثرت الأسواق بتراجع المخاوف من احتمالات تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران بعد الهجوم الصاروخي الإيراني مطلع أكتوبر، إلا أن الغموض لا يزال يخيم على الموقف.
وأشار جون إيفانز من شركة “بي.في.إم” إلى أن الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران لم يتضح بعد، مما يزيد من حالة الترقب في الأسواق، حيث يُنظر إلى أي تصعيد كعامل قد يؤثر بشدة على إمدادات النفط من المنطقة.
ويترقب المستثمرون في الولايات المتحدة صدور بيانات رسمية من إدارة معلومات الطاقة حول مخزونات النفط في وقت لاحق اليوم، حيث قد يؤدي أي تراجع في الطلب إلى انخفاض الأسعار، وفقاً لتوقعات محللي “إيه.إن.زد”.
وقد يكون لقرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة تأثير على السوق، خاصةً إذا تم خفض الفائدة في خطوة هي الأولى من نوعها منذ 13 عاماً، ما قد يوفر دعماً إضافياً للأسعار.
وعلى الصعيد الدولي، تتابع الأسواق التطورات الاقتصادية في الصين، حيث ينتظر المستثمرون إعلان الحكومة عن تفاصيل خططها لإنعاش الاقتصاد. تركز هذه الخطط على دعم سوق العقارات المتعثرة، والتي تُعتبر من القطاعات المؤثرة بشكل كبير على الطلب العالمي على النفط، مما يزيد من أهمية هذه التطورات في تحديد اتجاهات الأسعار في السوق.