Site icon تلفزيون الفجر

التحولات الاستراتيجية في الصراع الإيراني الإسرائيلي: بين التهديدات والردود

تشهد المنطقة تصاعدًا ملحوظًا في التوترات بين إيران وإسرائيل، مما يفاقم من حدة الصراع العسكري والسياسي في الشرق الأوسط، ومع تزايد التهديدات والردود المتبادلة تبرز تساؤلات حول الأبعاد الاستراتيجية لهذه الأحداث، خاصة في ظل متابعة القوى الكبرى لتطورات الوضع بقلق، وما يمكن أن تؤول إليه من تداعيات على الأمن الإقليمي والدولي.

وفي هذا الإطار، أشار الدكتور أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، في حديثه لتلفزيون الفجر، إلى أن الرد الإسرائيلي على إيران جاء أقل مما كان متوقعًا. وذكر أن هذا التوجه يعود إلى عوامل متعددة، أبرزها الضغط الأمريكي الذي لعب دورًا محوريًا في توجيه القرار الإسرائيلي، وخاصة بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، حيث يسعى الجانب الأمريكي للحد من التصعيد في هذه المرحلة، تجنبًا لأي رد فعل عسكري من إيران قد يُعقّد الوضع أكثر.

وأضاف يوسف أن التصريحات الصادرة عن قادة إسرائيليين، مثل زعيم المعارضة يائير لبيد ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، تعد جزءًا من حملة سياسية داخلية، موضحًا أن هذه التصريحات تصب في إطار الدعاية الانتخابية ومحاولة كسب الجمهور الإسرائيلي أكثر من كونها تهديدات حقيقية.

وأشار يوسف إلى أن هذه المناورات تهدف إلى احتواء الرأي العام الإسرائيلي في ظل الأزمة الحالية، حيث يسعى القادة إلى تسجيل نقاط في السباق السياسي الداخلي.

وحول إيران، أكد يوسف أن طهران تعتمد على سياسة “الصبر الاستراتيجي”، مضيفًا أن الإعلام الإيراني وصف الهجوم الإسرائيلي بالفاشل، مما يعكس رغبة إيران في الحفاظ على الهدوء النسبي في الوقت الحالي.

وأوضح أن إيران قد ترد عبر “جبهات الإسناد” التي تدعمها، كجنوب لبنان أو الجولان، أو قد تستفيد من المرحلة للتفاوض مع الولايات المتحدة بعد الانتخابات الأمريكية، في خطوة قد تسهم في تحسين وضعها الإقليمي.

وتطرق يوسف إلى الجهود التفاوضية المحتملة، مشيرًا إلى إمكانية وجود دور للوساطة المصرية والقطرية عبر اقتراحات تشمل صفقات تبادل الأسرى أو هدنات مؤقتة. إلا أن يوسف يرى أن هذا المسار قد لا يكون له تأثير كبير، حيث تفتقر الإدارة الأمريكية الحالية إلى تأثير قوي في هذا الملف، وتولي اهتمامًا أكبر بالانتخابات المقبلة.

وفي ختام حديثه، أشار الدكتور يوسف إلى أن المشهد الحالي يميل إلى المزيد من التصعيد رغم محاولات التهدئة القصيرة، مؤكدًا أن إسرائيل قد تستمر في ممارسة ضغوط إضافية على غزة، في إطار استراتيجيتها لإضعاف أي وجود فلسطيني منظم، حتى الوصول إلى ترتيبات نهائية تتماشى مع رؤيتها الأمنية.

Exit mobile version