Site icon تلفزيون الفجر

استطلاعات الرأي الأمريكية: هل تُعيد أخطاء الماضي في توقع نتائج انتخابات 2024؟

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، تتجه الأنظار مجددًا إلى استطلاعات الرأي في محاولة لتوقع من سيصل إلى البيت الأبيض. منذ فوز دونالد ترامب المفاجئ في عام 2016، مرورًا بتقدير حجم الدعم الذي حظي به جو بايدن في عام 2020، تعالت الأسئلة حول مدى دقة تلك الاستطلاعات. ورغم محاولات مراكز الأبحاث تحسين منهجياتها، إلا أن تحديات كبيرة ما زالت تعترض طريقها، خصوصًا مع تردد بعض الناخبين في المشاركة في هذه الاستطلاعات.

أشارت كورتني كينيدي، مسؤولة المنهجية في مركز بيو للأبحاث، إلى أن مراكز استطلاعات الرأي لا تزال تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى بعض الشرائح الانتخابية، خاصة تلك المؤيدة لدونالد ترامب. 

وقالت كينيدي لم نجد صيغة سحرية للتعامل مع هذه المشكلة، مما يعقد عملية التنبؤ بنتائج الانتخابات بشكل دقيق.

وأضافت أن الكثير من مؤيدي ترامب يرفضون المشاركة في استطلاعات الرأي، مما يجعل من الصعب على المراكز الحصول على صورة كاملة عن تفضيلات الناخبين. كما أوضحت أن هذه الفجوة تؤثر بشكل مباشر على دقة التوقعات.

من جانبه، أوضح دون ليفي، مدير معهد الأبحاث في جامعة سيينا، أن معهدهم حاول معالجة هذه المشكلة من خلال إدراج فئة الناخبين الذين يرفضون المشاركة في نتائج الاستطلاعات، حتى لو لم يجيبوا على جميع الأسئلة.  وان بعض الناخبين في عام 2020 يردون بذكر اسم ترامب ثم يقفلون الخط، مما دفعنا لتغيير نهجنا 

وأشار ليفي إلى أن معهد سيينا يسعى للوصول إلى المزيد من ناخبي ترامب المحتملين عبر إعادة الاتصال مرارًا بالناخبين الذين لا يجيبون على المكالمات الأولى. وأكد أن هذا النهج يهدف إلى تحسين دقة التوقعات، لكن دون أن يكون هناك ضمان كامل بالوصول إلى جميع الفئات.

في المقابل، يتبنى معهد بيو منهجية تجمع بين الردود عبر الإنترنت والهاتف، في محاولة للوصول إلى الشباب عبر الإنترنت وإلى المحافظين وكبار السن عبر الهاتف. هذا التباين في وسائل التواصل يهدف إلى تحسين شمولية العينة، لكن التحديات تبقى قائمة.

وأوضح جوشوا كلينتون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فاندربيلت، أن الاعتماد على معطيات الانتخابات السابقة لتقدير نتائج انتخابات 2024 قد لا يكون دقيقًا وان هذه الفكرة جيدة، لكنها تفترض أن الناخبين في 2024 سيكونون شبيهين بناخبي 2020، وهذا ليس مضمونًا”.

وأضاف أن الانتخابات النصفية لعام 2022 شهدت تقليلًا من تقدير التصويت الديمقراطي في بعض الولايات، مما يشير إلى أن الخطأ ليس دائمًا في تقدير حجم التصويت الجمهوري. وأكد أن الاستطلاعات قد تستمر في مواجهة صعوبة التنبؤ بالنتائج في ظل وجود متغيرات كثيرة.

من جانبه، بين  دون ليفي إلى عامل آخر قد يكون مؤثرًا، وهو وجود ناخبين متحفظين لصالح كامالا هاريس، حيث أن بعض الناخبين الديمقراطيين قد يتجنبون التصريح بنيتهم التصويت لهاريس في ظل محيط جمهوري ، إلا أن كورتني كينيدي استبعدت وجود تقديرات خاطئة بشأن التصويت الديمقراطي، مشيرة إلى صعوبة الوصول إلى عدد كافٍ من مؤيدي ترامب لجعل التوقعات أكثر دقة.

Exit mobile version